أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – توافق غدا ذكرى اغتيال القائد الكبير الرفيق أبو علي مصطفى الـ “٢٢”، فقد احتاجت إسرائيل إلى صاروخين وجهتهما يوم 27/8/2001، استهدف مكتبه في مدينة رام الله ليُفتّتا رأس زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد أبو علي مصطفى الذي ورث زعامة الجبهة عن القائد الرمز الحكيم جورج حبش.
في 17/10/2001 قام رفاق أبو علي مصطفى في الجبهة الشعبية بعملية نوعية ردًا على اغتيال أمينها العام بعد أن اخترقوا قلب الكيان الصهيوني، واقتحموا فندق حياة ريجنسي في القدس المحتلة، واغْتالوا وزير السياحة العنصري رحبعام زئيفي، بِرصاصات من مسافة صفر ففتّتوا رأسه، يومها كتبتُ مقالًا في صحيفة الأهالي كان عنوانه… ليست كل الرؤوس سواء، قلت يومها لا يمكن موازنة رأس أبو علي مصطفى برأس زئيفي.
بعد سنوات على استشهاد أبو علي مصطفى ما زال رفاقه يتذكرون أولى كلماته التي قالها بعد أن وطِئَت قدماه أرض الوطن: “عدنا لنقاوم على الثوابت لا نساوم”.
تعرفت شخصِيًا إلى الشهيد أبو علي مصطفى عندما كان نائبًا لجورج حبش، سافرنا معا في بداية التسعينيات على متن باخرة بولندية من مالطا إلى ليبيا للتضامن معها في زمن الحصار، كانت الباخرة تحتاج إلى 12 ساعة للوصول إلى طرابلس، وفي هذه الساعات كانت فرصة كبيرة للتعرف إلى شخصية من وزن أبو علي مصطفى.
حدثني الشهيد ابو علي كيف حمل السلاح ولاحق شقيقه تيسير عندما قرر الخروج من الجبهة الشعبية والالتحاق بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكيف فلت من رصاصاته التي وجهها صوبه لولا لطف الله.
كان يتحدث عن الذكريات الأولى ببساطة الفلاح الذي لم تخرّب السياسة ودهاليزها فطرته الأولى في النضال والمقاومة، وبقي ابو علي بشهادة كثير من رفاقه ومعارفه على هذه الفطرة حتى يوم استشهاده.
كان بسيطا وفلاحا لم يغادر أرض عَرّابَة، بوصلته لا تعرف إلا فلسطين والمقاومة، كان قليل الكلام لكنه عندما كان يتحدث ينصت له الحاضرون جميعهم حول الطاولة بقاماتهم الكبيرة، المرحوم زعيم الحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، والمناضل البحراني المرحوم عبدالرحمن النعيمي أبو أمل والمرحوم عزمي الخواجا وشقيق أبو علي تيسير الزبري وغيرهم.
الدايم الله…