الأول نيوز – غلبت الجزائر قيادة وشعبا إنسانيتها على خلافاتها مع المغرب بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مدن وقرى في المغرب وقتل حتى الان أكثر من 2000 مغربي.
وفتحت الجزائر مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية إلى المغرب بعد الزلزال القوي.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان حول زلزال المغرب، إنها مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية وكل إمكاناتها المادية والبشرية تضامناً مع الشعب المغربي الشقيق، في حال طلب المغرب هذه المساعدة.
وقالت الاعلامية الجزائرية جميلة الجزائرية أم معاذ أن هذا هو معدن الشعب الجزائري عند الازمات فهو يتعامل مع أخيه العربي من منطلق أخوي اولا وانساني ثانيا.
في الأزمات تتلاشى الخلافات.. بهذه الكلمات يمكن توصيف ما قامت به دولة الجزائر تجاه المغرب، وإعلان تضامنها الكامل في احتواء كارثة الزلزال المدمر.
كما أبدت الجزائر، استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية لمساعدة المغرب، على إثر الزلزال العنيف الذي أصاب مناطق من المملكة المغربية بحسب بيان صادر من الرئاسة الجزائرية أوردته وكالات الأنباء الرسمية.
الجزائر والمغرب «أشقاء»
الأمر نفسه لا يقل على المستوى الشعبي، حيث عبّر عدد من الجزائريين عن كامل تضامنهم مع المغرب الشقيق في هذه المحنة.
وكتب عبد الرحمن العبيد أبو مشعل على منصة إكس «نعزي الأخوة في المغرب الشقيق ورحم الله الموتى وشفا الله المصابين.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».
«ما يبكي المغرب يبكيني»
مواطن جزائري آخر، دون كلمات بحروف من ذهب، تعبيرا منه عن تضامنه مع الشعب المغربي، معلقا على كارثة الزلزال المروع:«كجزائري ما يُبكي المغربي بُكيني، وما يُسعد المغرب يُسعدني، ما يجمعني مع المغربي أعظم بكثير مما يُفرقني. كل التضامن والعزاء لما أصاب أشقائي في المغرب جرَاء الزلزال.. ربي معاكم خاوتي».
منشورات الجزائريين على منصة إكس كانت كلها تضامن مع شعب المغرب الشقيق، وتخللها تعليقات لمصريين عبروا عن خالص مواساتهم لضحايا الزلزال وللتأكيد على دور وأهمية التآخي في وقت الشدة.
وكتب هشام حسين من مصر:«ربنا يبارك فيك وقت الشدة احنا اخوات ربنا يعين اخواتي المغاربة ويرحم موتاهم ويشفي مصابهم».
«المؤمنون إخوة»
حسابات من تركيا علقت على خطوة فتح المجال الجوي أمام المغرب الشقيق، مستشهدة بأيات من سورة الحجرات من كتاب الله عزوجل.
ولا يخفى على أحد، أن العلاقات بين المغرب والجزائر يشوبها بعض التوتر، لكن العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون مطلع العام الجاري لزيارة المغرب من أجل الحوار وحل الخلافات بين البلدين.
الدكتور زهير بوعمامة، أستاذ العلوم السياسية بالجزائر قال إنه يجب وضع السياسة جانبا في أوقات الأزمات، موضحا أن الجزائريين يتصرفون دينيا وأخلاقيا في التعامل مع الأشقاء.
كما أكد بوعمامة، أن الرئاسة جاهزة تماما للمساهمة بكل ما لديها من إمكانات للوقوف بجانب الشعب المغربي.
وأكد بوعمامة أنه يجب أن يكون هناك تنسيق مع الرباط أولًا للبدء في المساعدة، مشيرا إلى أن الجزائر لن تتخلى عن المغرب أبدًا في مثل هذه ظروف. كما تمنى بوعمامة أن تعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.
وضرب زلزال عنيف المغرب ليل الجمعة السبت، وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع المدن خشية انهيار منازلهم، على ما أظهرت مشاهد متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.
ونقل التلفزيون الرسمي في المغرب عن وزارة الداخلية قولها اليوم السبت إن عدد قتلى الزلزال القوي الذي ضرب البلاد ارتفع إلى 2012 شخصًا.