تفريغ القدس من “ملح الأرض”!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – فيديو صهيوني إنتشر مثل النار في الهشيم لصبيان من المستوطنين وهم  يحتكون بعنف ويطردون سائحتين مسيحيتين كانتا في زيارة إلى القدس، استمرت ” لَعانة والدَي” المستوطنين فترة حتى قاموا بطرد السائحتين من دون أن يتدخل أحد، لا من شرطة الاحتلال ولا من المارة كبار السن.

هذا هو بالضبط موقف الكيان الصهيوني من الوجود المسيحي في القدس، ومن قام بنشر الفيديو بهذا التوسع بالتأكيد جهات صهيونية، قمة في الغباء لكنها تعتز وتفتخر بهذا الفعل  الصهيوني والموقف المكشوف.

قبل فترة، شاهدت تقريرا مهما حول المسيحيين في القدس على قناة رؤيا، يدمي القلب ويجرح الروح بما آلت إليه أوضاع المسيحيين في القدس ومن تبقى منهم صامدا في مواجهة سياسات التهويد، وقبلها سياسات وتصرفات قوى التطرف والإرهاب.

نتذكر قبل سنوات قلائل وفي عز انتعاش داعش، كيف حاولت جهات مشبوهة، قد تكون “إسرائيلية” صهيونية ومجموعة من الطابور الخامس، إشعال فتنة في مدينة القدس التي تتعرض للتهويد يوميا، وأصدرت بيانا باسم داعش يدعو الى “تطهير” الأحياء الإسلامية في القدس من المسيحيين خلال شهر رمضان. وأنه سيبدأ بحي شعفاط وصولا إلى البلدة القديمة وكنيسة القيامة.

يومها قلنا: إن هذا البيان هو استكمال للمشروع “الإسرائيلي” الصهيوني الذي تعمل عليه منذ عشرات السنين لتفريغ القدس من المسيحيين، وقد فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ذلك، لكن على ما يبدو أن هذه المشروعات نجحت وا أسفى ليس فقط في القدس بل في  البلدان كلها التي يعيش فيها ما تبقى من العرب المسيحيين، وفي الأردن فإن رقم ما تبقى من المسيحيين (ملح الأرض) مرعب كثيرا، ولا أريد أن أكشف عنه.

ويومها أيضا وللتأريخ كان الرد الحاسم على البيان المزعوم جاء من البطريرك ميشيل صباح حيث قال: إذا كان هذا تهديدا حقيقيا من قبل من يريدون تسميتهم بداعش فأهلًا وسهلًا، نحن باقون على أرضنا ولا نخاف ولا نريد حماية من أحد، أما إذا كان القصد في هذا البيان تغطية العمل الإجرامي، فهو كلام مردود على من وراءه من جهات كانت من تكون إلى جميع أبناء شعبنا المسيحي والمسلم، لا تضطربوا ولا تتبعوا الفتنة.

داعش وضعت من دون أن تدري ـــ حتى لا نلجأ لعقلية المؤامرة التي تقول إن القاعدة وداعش… صناعة أميركية “إسرائيلية” صهيونية في مختبرات استخبارية عربية ـــ بيد “إسرائيل” الصهاينة عدة ذرائع للتمسك بتعنّتهم في المفاوضات الفلسطينية “الإسرائيلية”، وعلى رأس أهدافها “الدولة اليهودية”.

أثبتت المسارات التأريخية لأحداث عديدة، أن القوى الظلامية المتطرفة برغم اختلاف أيدولوجياتها، قد تلتقي في الأهداف والمصالح، من دون أن يكون بينها أي اتفاق مسبق.

داعش كانت وستبقى تتطلع إلى إثارة حروب وثارات محلية مهمتها تفكيك الحكم المحلي وإعاقة التطور نحو المركزية في الدول المستهدفة، وهذا يخدم المخطط “الإسرائيلي” الصهيوني الذي اشتغلت عليه كثيرا من خلال مخابراتها، من دون أن يكون هناك اتفاق مسبق بينهما.

فتح الحديث عن تفريغ القدس من “ملح الأرض” المسيحيين العرب، هذا هو صلب المشروع الصهيوني، التي فشلت المحاولات كلها في تحقيقه، وداعش آخر المحاولات الفاشلة.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

حتى اليوم العالمي لحرية الصحافة طنشوه!!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – حتى التهاني الشكلية والبيانات الخشبية التي كانت تصدر …