محمد صباح حداد –
الأول نيوز – تعد دول البريكس ( الصين الهند روسيا جنوب افريقيا البرازيل ) دول صاعدة في وجه الولايات المتحدة الاميركية والعالم الغربي بما يتفوقون مجتمعين على ثلث الانتاج العالمي.
وبعد اجتماع الاخير لدول البريكس في جنوب افريقيا ما الذي يمنع من طرح عملة ” البريكس ” هل هو الديون الاميركية للصين ام ان هناك كمية ضخمة من ذهب تحتاج الصين لان تبتلعها اولا وحينها تنصب نفسها اعجوبة القرن العشرين !
فنظرية تعدد الاقطاب في العالم والتخلي عن القطب الاوحد هي نظرية تريد ان تطبقها الصين بأي وسيلة حفاظا وتمددا على مصالحها الاقتصادية بدعم من فكرة الاقتصاد التشاركي التي تتبناها الصين ونظامها الحاكم ..
لا شك هذا ما فتح شهية دول عظيمة اقتصاديا مثل السعودية والامارات في العالم العربي لان تنضم لحلف البريكس ولكن هل هناك تداعيات عليها من حليفها الرئيس وهو الولايات المتحدة ؟
تريد هذه الدول أن تفتح اقتصادها للعالم الشرقي أكثر حتى لا يكون معتمد فقط على الاستيراد الغربي وتحقيق اكبر وفر من استرخاص المواد المنتجة من الصين وبتحقيق ذات الكفاءة تقريبا الذي ينتجها العالم الغربي كالمانيا او الولايات المتحدة..
باعتقادي ان الصين تنتظر طرح اكثر لسندات الخزينة الاميركية للبيع حتى تطرح رسميا ” عملة البريكس ” فعدوها الاقتصادي اللدود وهو الولايات المتحدة يعيش في اسوأ حالاته الاقتصادية وتنتظر الضربة القاضية لمنح ” الدولار ” المزيد من التهميش العالمي ..
ومثال على ذلك بدأت بعض دول اميركا اللاتينية بالتبادل التجاري بالعملات الوطنية وتخلت عن الرأسمالية التقليدي بان يكون الدولار هو أساس المعاملات التجارية فيما بينها ..
الصين الان تحتاج لتكتل دولي كبير لتمنح مزيدا من الثقة حول عملة البريكس وتفكر بطرحها بجدية ..
الدول النامية تريد نفض غبار الدولار عنها لتتحرر من هيمنة الدولار الاميركي ولكن هذا على حساب احتياطي الذهب الذي تملكه ..
هل ستفعل الصين برئاسة بينغ كما فعلت الولايات المتحدة برئاسة نيكسون على فك الارتباط الذهب / بريكس ام ان الاشتراكية الصينية لن تدمر ما بنته طيلة عشرين عام من التنمية المستدامة التي جعلتها ثاني اقتصاد في العالم بعد التفوق على الاقتصاد الياباني والالماني …
الصين تشتري ثقة الدول بذهبها وهذا ما يدفعها لان تكون أكثر مصداقية ناهيك عن اقتصادها الذي ينتهج التوجه التصديري أكثر من الاستيراد ..وهذا ما يحقق وفر لمن يريد اغراق سوقه بالمنتجات الصينية ..ولكن عندما يتعلق الامر” بالذهب ” وهو العصب الاحتياطي الاساسي للدول ويحميها من الافلاس التام ان تراهن على آخر ورقة لديها بمقابل التحرر من الهيمنة الدولرية ..
الكل يريد أن يستقبل الوفر اكثر ولكن هناك خوف من المعضلة النيكسونية والمراهنة على ثقة الدول النامية …