السبت , يوليو 27 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

“اللي بعيش بشوف”…الزمن يتغير وكذلك المناخ!

أسامة الرنتيسي –   

 

الأول نيوز – أكثر ما يثير النّقاش في أية جلسة حوارية هذه الأيام التّغيُّر الذي يصيب الزمن والمناخ، خاصة في منطقتنا العربية.

“والله ما بعرف كيف الأسبوع مر…والله ما حسّيت بالشهر كيف عدّا….ول صارت السنة مُنتهية…شو صاير في الدنيا…ما حسيت حالي إلا بنادوا عليَ يا خالتو….ول صرت حجي…معقول عمري صار 50…..” هذه أكثر العبارات تردادًا على ألسنة الناس في لحظات الضّجَر.

فهل فعلًا تغيّر الزمن  وأصبحت ساعات اليوم أقل من 24 ساعة، والأسبوع أقل من 7 أيام، والشهر لم يَعُد 30 يومًا، وتقلصت أيام السنة عن 365 يومًا…؟! أم مثلما يقول المؤمنون إن البركة غادرت أيامنا ففقدنا الإحساس بالزمن من كثرة البلاوي التي نعيش ونشاهد يومياتها مباشرة بالعين المجردة وعبر صور الفضائيات.

التغيّر لم يُصِب الزمن فقط، بل أصاب التغيّر الأكبر والأخطر المناخ، حتى بات الأمر مُستغربًا.

على غير ما عودتنا الطبيعة، درجات حرارة مرتفعة في بلاد الشام في بداية أيّار فغاب فصلا الربيع والخريف، وانتقل الجو اللطيف إلى الخليج العربي والجزيرة العربية.

الأسبوع المقبل وكما تشير قراءات الأرصاد درجات حرارة مرتفعة في الأردن وفلسطين.

نتذكر الثلوج التي غطت مساحات واسعة من السعودية ودولة الإمارات العربية والعراق وهما عبر الزمن لم يعرفا هذا المناخ الشتوي ولم تلمس الثلوج أراضيهما.

وعلى ذكر الثلوج والأمطار والجليد والتغيّر غير المتوقع، فبرغم نفي دولة الإمارات العربية المتحدة نقل جبال جليدية ضخمة من القطب الجنوبي إلى ساحل إمارة الفجيرة. الا أن من أطلقوا فكرة المشروع مصرون على نشر معلومات عنه في وسائل الإعلام ويؤكدون أنه سيتسبب الهواء البارد المارة فوق جبال الجليد بتغيّر كبير في المناخ وهطل الأمطار الغزيرة، وسيؤدي ذوبان الكتل الجليدية إلى تقليل ملوحة المياه في الخليج واستعادة التوازن البيئي الذي أفسدته  محطات تحلية مياه البحر في الإمارات العربية، وإضافة إلى ذلك ستجذب مناظر جبال الجليد أعدادا كبيرة من السيّاح لإمارة الفجيرة.

ليس من السهولة أن يُصدّق العقل هذه التغيُّرات ، وشخصيًا لم “تخرط” عقلي فكرة نقل جبال الجليد، لكن القائمين على الفكرة يؤكدون أن خطة سحب جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، وهي الإمارة الوحيدة المطلة على بحر العرب وأن الدراسات التقنية ودراسات الجدوى الإقتصادية للمشروع جاهزة، ويتم التعاون مع شركة فرنسية لأداء اختبارات لسحب جبل جليدي إلى سواحل أستراليا.

كان من المتوقع أن يُسحب أول جبل في الربع الأول من عام 2019، عن طريق سُفن مخصصة لهذا الغرض،  وما أن تدخل الجبال الجليدية  وسطًا عاليَ الرطوبة من بحر العرب، حتى يتكثّف بخار الماء، محدثًا منخفضًا جويًا يتحول إلى “دوامة” يجذب  مركزها الغيوم الهائمة من بحر العرب فتثقل وتمطر غزيرًا على مدار السنة.

أما مفاجأة المشروع والفكرة هي أن هذا المنجز سيسهم في “تحويل صحراء الإمارات إلى مروج خضراء خلال عشر سنوات فقط.”

“اللي بعيش بشوف…

والدايم الله”…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مطلوب مصداقية في الخطاب الرسمي

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز –  صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد لا …