محمد صباح حداد –
الأول نيوز – يولد الطفل ويدخل المدارس ثم الجامعات ثم يصبح مهندسا أو طبيبا أو وزيرا.
كل ذلك خول له امتحان الخبرات التعليمية بتخصصات مختلفة وزادت من وعيه الثقافي في الحياة اجمالا وجعل له مكانة معينة في المجتمع خاصة إذا كان يقدم شيئا ما او بذل نفسه في منفعة المجتمع وشعبه أو حتى محيطه ..
فالرحلة الحياتية تكمن متعتها “بالطريق” وليس ببلوغ الوجهة .. لأنه إذا بلغتَ الوجهة فرحلتك قد انتهت ..
الإنسان دائما يفتقد الخبرات حتى ولو كان أعظم أفراد المجتمع ثقافة أو علما ما دام يتنفس فهو يتعلم ومعرفته قابلة للتوسع أكثر، إن أراد ذلك ..
وهنا؛ أريد أن أتحدث عن الوعي المالي أو الإدارة المالية التي يفتقدها غالبيتنا كأفراد، وا أسفى نحن لم نتعلمها في المدارس والجامعات لأن المنهج التعليمي يركز دائما على الوجهة لا على ” الطريق “.
الوعي المالي يكمن جوهره في اتساع رقعة الذكاء في التعامل مع المال مهما بلغ دخل صاحبه فهذا يحتم عليه أن يرسم الوجهة التي تدفعه لأن يصلها ولكن بأسلوب عملي يتجنب المخاطر فيه ويسمح له بأن يحقق التنمية في أقسى الظروف الاقتصادية …
المال كان منذ القدم الأعجوبة التي تنوعت طرق الحصول عليه سواء كان في التجارة او الصناعة او تقديم خدمة او حتى الإدانة بالفائدة !
كل ما سبق لا يهم، ما يهم هو الإنفاق والادخار في الأوقات المناسبة وبالطرق الحكيمة ..وذلك يكمن في كبح جماح النفس عن ملذات الحياة غير الضرورية وهذه إحدى وسائل التعامل الجيد مع المال ..
من أساسيات التعامل مع المال هو تقسيم اي دخل يأتي إلى ثلاث خانات وهذه الخانات تقسم الى ادخار واستثمار ونفقات بنسب تختلف من شخص لآخر وفق ظروفه المعيشية ومقدار إيراده العام..فحينها يرسم صاحبها وجهة لرحلته المالية والمعيشية..
الإدارة المالية واجبة ومهمة ويجب طرحها في المناهج التعليمية ضمن أسس خاصة يتقبلها طالب العلم بما يوازي وعيه ..
فالتنمية تتحقق لصاحب العقل الفطن الذي يدير حياته بتميز
وإحدى جوانب هذه التنمية هي المال الذي يكون أساس المعيشة للفرد وبه يقاس مدى تفوقه المالي والعملي بين أقرانه وربما في مراحل متقدمة يجعله عضوا فعالا في المجتمع باستثماره الصحيح والهادف لازدهار حياته الشخصية وازدهار المجتمع الذي يعمل من أجله …
الخبرات المالية التعليمية يجب ان تستثمر لنهضة الفرد ومضيه قدما لا ان يجلس ساكنا في فضاء عقله الذي يرى كل جانب سلبي في حياته ..
فالخبرات هي أدوات تمنح الفرد التقدم لحياة أكثر سلاسة تسهل عليه ضنك المعيشة وتمنح له التطور ..ما يحتاجه هو أن يطبق ما تعلمه بإصرار ..
تشبّه بالماء فالماء يستطيع قهر الصخور إن استمر بالسريان ..!