النصر على الهواء مباشرة..!

أسامة الرنتيسي  –

 

الأول نيوز – صحيح أن دولة الاحتلال الصهيوني بمخابراتها واستخباراتها تفاجأت بل صدمت من عملية “طوفان الأقصى”، وصُدم العالم أيضا، لكننا نحن أبناء الشعب العربي والفلسطيني بالذات تفاجأنا أيضا بهذا التطور الكبير في الإمكانات العسكرية لحركة حماس، وفي التقنيات العالية التي ظهرت في المواجهات تتجاوز إمكان حركة مقاومة لتصل إلى مستويات تقنية عالية لدول محورية وليست دولا كرتونية.

انتصرت المقاومة منذ الدقائق الأولى، ومنذ بدأ أول اقتحام لموانع العدو وتحصيناته، وكان النصر ظاهرا في كل مشهد استطاعت المقاومة تحقيقه وتصويره وبثه على الهواء.

منذ فجر السبت واقتحام مئات المقاومين مستعمرات غلاف غزة، بعضهم وصل موقعه “بالشبشب..  والله” حاملا آربي جي ورافعا صوته بالنصر الآتي، كان هناك أيضا مقاومون يسجلون بالصوت والصورة لحظات النصر والاقتحامات.

هروب المستعربين والمستوطنين والمستوطِنات من البيوت لحظة دخول رجال المقاومة إلى المستعمرات سجلت أيضا بالصوت والصورة.

الطائرات الشراعية ولحظة هبوط أبطالها خلف خطوط العدو، والزوارق البحرية في لحظة اختراق رجالاتها ظهر البحر للوصول إلى أهدافها، والطائرات المسيرة ولحظة إطلاقها لتدمير أهدافها، صورت أيضا بالصوت والصورة.

عشرات الأسرى والأسيرات من جند الاحتلال، والمستوطنين والمستوطِنات وهم في قبضة رجال المقاومة كانوا على الهواء مباشرة تصوِّرهم عدسات رجال المقاومة الذين وثقوا كل شيء.

أجمل النكت حول أسرى جنود الاحتلال…(سيدة غزاوية طردت ابنها من البيت لأن ابن سلفتها عاد إلى بيته وفي يده جندي صهيوني، فيما هو عاد لوحده، فقالت له لا تدخل البيت إلا بأسير صهيوني أو في الأقل مجندة…).

ما فعلته المقاومة الباسلة في عملية “طوفان الأقصى” ومرة أخرى يا ليت كان اسمها “طوفان القدس” أعادت الروح ليس للفلسطينيين وحدهم، بل إلى شعوب الأمة العربية الذين خرجوا إلى شوارع مدنهم وساحاته معلنين وقوفهم مع المقاومة الفلسطينية، ومطلقين فيديوهات ترفع المعنويات وتعلن سقوط كل مشروعات التطبيع القديمة والجديدة، مؤكدين أن “طوفان الأقصى” قضى على  أحلام المتخاذلين جميعها.

منذ فجر السبت، تمسمر العالم أمام شاشات الفضائيات، وانتعشت من جديد (الجزيرة والعربية والميادين) بعد أن فقدت بعضها هيبتها ومصداقيتها، وانتشرت الفيديوهات التي تسجل بطولات خارقة خارجة عن المألوف.

في المعركة السابقة بين الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني ، إنتقدنا بشدة حركة حماس على موقفها السلبي من المعركة، وصمتها مثلها مثل بقية الأنظمة العربية، لكن في هذا التطور العجيب من فنون المقاومة لا بد أن نرفع القبعات إعجابا بما فعله رجال المقاومة عموما ورجالات حماس خصوصا.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مأساة التوجيهي متى تنتهي؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – حزنت كثيرا لأجل الصديق وزير التربية والتعليم الدكتور …