غزة تُباد…”بلاش إنسانيات زيادة”!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز –  قوات الكيان الغاصب لا تهاجم  قطاع غزة لتقضي على المقاومين الفلسطينيين، فهي أجبن من ذلك بكثير، بل هي تمارس إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وقد مسحت حتى الآن عدة أحياء سكنية ومناطق ومدن في القطاع عن الوجود.

فجر يوم الخميس أضاعت قناة الجزيرة أكثر من نصف ساعة من البث المتواصل عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، واستمرت في بث فيديو وصلها من حماس عن إطلاق سراح سيدة إسرائيلية وطفليها، يحتوي على رسائل للعالم والغرب تحديدا عن أخلاقيات المجاهد الفلسطيني.

في هذا الزمن البشع، الذي يصم العالم آذانَه ويغلق أعينه عما يجري في قطاع غزة، لن تغير الرسائل الإنسانية شيئا، ولن تغير موقف دول منحازة في العالم تبارك بكل الوسائل هذا العدوان، لا بل تشارك فيه بالدعم غير المحدود، “فبلاش إنسانيات زيادة” في هذه الحرب المستعرة.

للأسف؛ هذه الرسائل الإنسانية تُقرأ من بعيد بعين الضعف وليس القوة، وحتى الآن المقاومة في حالة قوة ونشوة عالية للفعل البطولي الذي تحقق في عملية “طوفان الأقصى”، وبرغم كل هذا الدمار فلا تزال صواريخ المقاومة فعالة وقادرة على الانطلاق في اللحظة التي تحددها المقاومة.

قطعت إسرائيل الماء والطعام والكهرباء والوقود عن قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني ونصف المليون إنسان، ولم نسمع من العالم احتجاج ولا رفض لهذا العمل غير الإنساني المتعارض مع التشريعات الإنسانية والدولية والحقوقية جميعها.

ما تسمى هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن لا صوت ولا صورة ولا وجود، حتى الدول المناصرة للحق الفلسطيني، تتحدث بمواقف على استحياء، ومساندة ضعيفة، وكأن ما يحدث لهذا الشعب العظيم ليس فعل إبادة جماعية.

والأنكى من ذلك، موقف الأخ والقريب، فبيان وزراء الخارجية العرب لو لم يصدر لكان تأثيره أكبر، وبقي الأمر في باب الغضب غير المعلن، أما أن يتساوى القتيل مع الغاصب تحت حجة المدنيين فهذا غير مقبول.. يقول البيان: “إدانة قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتأكيد  ضرورة حماية المدنيين، انسجامًا مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي، وضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين”.

أما ما هو غير مفهوم أبدا حتى الأن، فهو الموقف الفلسطيني خارج غزة، فكأن الضفة الفلسطينية وفلسطين المحتلة 48 يتابعون مشاهد القتل والإبادة مثلما تتابعها بقية العالم عبر الفضائيات وتقارير المراسلين الأبطال الذين استشهد منهم حتى الآن ثمانية زملاء يعملون تحت القصف والنار.

هل ستبقى يوميات الحرب مثلما يحدث في الأيام الماضية…

هل ستمارس إسرائيل حماقة الاجتياح البري، وهل سيدخل حزب الله المعركة بشكل حقيقي، وهل هناك خطة لتصفية القضية الفلسطينية بعد هذه الحرب، وهل التهجير إلى سيناء مشروع حقيقي.. أسئلة كثيرة وكبيرة، وأَنصَح لكم عدم الاستماع إلى خبراء الفضائيات للإجابة على هذه الأسئلة.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مصدومون من التوقف المفاجىء للحرب!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – أستيقظ العالم صباح الثلاثاء على توقف مفاجىء للقتال …