أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – لا أدري لِمَ تسكنني منذ الصباح وتعيد ذاكرتي المرهقة جدا هذه الأيام تفاصيل رائعة الروائي الفلسطيني الكبير رشاد أبو شاور “الرب لم يسترح في اليوم السابع” وهي تحفر عميقا في متاهات التشرد الفلسطيني سَجَّلَ من خلالها يوميات حصار بيروت عام 1982، وأنا أشاهد الدمار غير المسبوق حتى في القنابل الذرية لما يفعله الكيان الغاصب ضد أهلنا في قطاع غزة.
كأن بعد “طوفان الأقصى” طوفانات كثيرة تنتظر الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ارتفع الحديث كثيرا في الساعات الأخيرة عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فجاء تحذير أردني واضح المعالم يحتاج إلى “تخشين الطحنة” أكثر.
المجازر المرتكبة في غزة فرضت على العالم أن يغلق الملفات الأخرى جميعها وتتوجه عدسات العالم وتقاريره كلها إلى ما يحدث فيها، حتى الدول التي تسمها كبرى وعظمى ليس لها ملف مفتوح سوى غزة، لكن العالم الأحول يرى أن الغاصب هو الضحية، والضحية هو القاتل.
بارجة أميركية تحمل 90 طائرة تحركت إلى الشرق الأوسط لدعم الكيان الصهيوني ورسالة ردع إلى حزب الله وإيران، وبريطانيا ترسل سفينتين إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ستبدأ رحلات استطلاعية فوق الكيان الصهيوني لدعمه خلال الحرب.
هذه رسائل أبعد بكثير عما يحدث في غزة، إلا إذا كانت الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت أكبر مما نرى ونشاهد عما جرى في الأيام الماضية.
لا أدري كيف سيكون الخطاب العربي أمام وزير خارجية أميركا الذي قال في تل أبيب “إنه لم يأتِ لإسرائيل كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفته “يهوديا فرّ جده من القتل”.
إسرائيل أعلنت الحرب رسميا على غزة، وقف النتنياهو ممثلا فاشلا أمام الكنيست الخميس ليحصل على قرار الحرب، فدعمته الولايات المتحدة فورا، وكذلك أوروبا التي سترسل وزراء دفاعها في رحلة حج إلى الكيان الغاصب من أجل شد أزره.
يوميا؛ يثبت هذا الكيان فعلا أنه “أوهن من بيت العنكبوت” ولولا حالة الترضيع المباشرة التي يحصل عليها من صانعيه لما بقي يوما واحدا في مواجهة الحق الفلسطيني.
بالمناسبة؛ أمران لم يروقان لي في اليوم السادس بعد عملية “طوفان القدس”، وبكل تواضع أعتقد أنهما ليسا في مصلحة المقاومة ولا العملية البطولية ولا شعب غزة الذي يذبح من الوريد إلى الوريد…
أولا؛ خروج أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في فيديو طويل سرد فيه الرواية شبه الكاملة لعملية “طوفان الأقصى” بتفاصيل لم تعلن سابقا، فما الهدف من نشر كل هذه المعلومات والمعركة لا تزال في أوجها، وإبادة قطاع غزة مبثوثة على الشاشات مباشرة.
وثانيا؛ خروج صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) في اتصال مع “الجزيرة” كشف فيه تفاصيل التفاصيل عن عملية “طوفان الأقصى”، التي بدأتها كتائب القسام، جاءت استباقا لهجوم كانت تنوي إسرائيل شنه على قطاع غزة فور انتهاء الأعياد اليهودية، وقال إن الخطة الدفاعية للعملية أقوى من الخطة الهجومية التي أذهلت إسرائيل وفاجأت العالم.
وبالمناسبة أيضا؛ العملية البطولية التي نفذها ابن الجبهة الشعبية الشهيد خالد المحتسب في مدينة القدس وجرح فيها عدة أفراد من الجنود الصهاينة بداية “طوفان القدس والضفة الفلسطينية…وبعدها اللد وحيفا ويافا…”.
الدايم الله…..