أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – بصدق؛ ما هو شعور أي مسؤول من رتبة رئيس بلدية إلى رئيس دولة في عالمنا العربي الذي يضم 300 مليون بني آدم، وفي عالمنا الإسلامي الذي يعد مليار إنسان، وهو عاجز أن يدخل كاسة ماء أو برميل وقود أو معطف إلى أهلنا الصامدين في قطاع غزة والضفة الفلسطينيتين.
هل يشعرون بالعجز التام، وكل دعواتهم وتصريحاتهم وأفعالهم التي يدعون لدعم الفلسطينيين تذهب هباء منثورا، وأن دولة الكيان مارقة حاقدة متكبرة عن الاعتراف بكل ما هو إنساني.
كيف من الممكن أن تتوافق تصريحاتهم وأفعالهم وعجزهم التام، عندما لا يرفض أن يشاهد علم دولة الاحتلال في عاصمته ضمن ما يسمى علاقات بنيت على معاهدات ساقطة شعبيا ووجدانيا وأخلاقيا.
هل الفعل المطلوب من أي مسؤول عربي هو الفعل ذاته المطلوب من الناس البسطاء، تصريحات أو خروج في اعتصام أو وقفة تضامنية، أو إشعال الشموع.
من يشاهد في الأقل ما ترصده الفضائيات خاصة “الجزيرة” من مذابح يومية بالعشرات، وأطفال يخرجون قطعا وأشلاء من تحت الأنقاض، أو يسمع تصريحا لمسؤول طبي فلسطيني عن انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل في قطاع غزة، ويشاهد مستشفيات بلا كهرباء، ألا يشعر بالعجز، ويفقد حاسة النوم والاستمتاع بالحياة.
صحيح أننا نطالب إيران وحزب الله بالتدخل والمساندة، لكن أليس أبناء جلدتنا في العروبة أولى بالوقوف جديا مع الشعب الفلسطيني من غيرهم من الأمم والملل الأخرى.؟!
عشرون يوما فعلت فيها دولة الاحتلال ما لم يفعل في أيام النازية ضد شعب أعزل يقاوم بالدم والصمود، ومع هذا لا يزال الغرب الأعور أو للدقة الأعمى يغض النظر عن هذه الجرائم ولا يعترف حتى أن هذه الأفعال جرائم حرب، ومع هذا يتم استقبال وزراء ومسوؤلي هذه الدول بالترحاب.
تخيلوا أن كل الدول العربية التي لديها علاقات ما – سفارات أو قنصليات أو تطبيع من تحت الطاولة أو فوقها – تقرر قطع العلاقات مع هذا الكيان إذا لم يتوقف العدوان الهمجي البربري الصهيوني فورا.
قرار سيزلزل الكيان الصهيوني وقيادته الهشة المهزوزة المرتبكة، ويزيد من تفسخ المجتمع الصهيوني المنقسم، نصفه أو أكثر يرفضون هذه الحرب والعدوان والذبح في غزة، كأول مرة ينقسم فيها هذا المجتمع في حالة الحرب، الذي كان السلام يقسمه وتوحده الحروب.
لن يزلزل كيان الاحتلال فقط، بل سيلطم الولايات المتحدة على جبينها لعلها تستيقظ من غيبوبتها.
يكفي دفنا للروؤس في الرمال كالأنعام، فإنسانيتنا ومنظومة أخلاقنا نحن أيضا تحت الاختبار، بعد أن سقطت المنظومة الأخلاقية عن الغرب ومن يدعمون الكيان الصهيوني الغاصب.
الدايم الله….