أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – منشور بسيط لكنه حارق للروح والأمل، وصلني من صديق (أردني فلسطيني كندي) يكشف عن حجم العجز الذي تمر به الأمة….
(المساعدات الأمريكية والأوروبية “لإسرائيل”:
– جيبات عسكرية – سفن حربية – دعم مادي بالمليارات – جنود وعتاد.
المساعدات العربية لغزة :
– عدس مجروش – عدس حب- سردين – حمص حب – أكفان للشهداء.. والمصيبة أنهم بتفاوضوا مع “إسرائيل” وأوروبا منشان يدخلولهم هذه المساعدات. حجم الذل والعار إلي معيشينا فيه مش طبيعي)
بعد هذا المنشور المميت وصلني من ابنة العم مها الرنتيسي مقطعا من روائع محمود درويش …( أنا بخير …. رضوض في المشاعر ، وكسر في الخاطر ، وبعض خدوش على الذاكرة … يقول الطبيب … لا شيء مميت خلع في الروح فقط ).
حالة العجز التي نعيشها ويعيشها أبناء العروبة والإنسانية كافة تقتل الروح فعلا، وتجعل المرء عاجزا عن فعل شيء، فنحن لا نريد أن نتحول إلى وكالات غوث، ولا نريد أن نبقى نهتف في الشوارع الموت “لإسرائيل” وأميركا، ولا نريد أن نشعل شموعا لنحرق “إسرائيل” معنويا، نريد ان نكون مع أهلنا وشعبنا في غزة.
ننام على مجزرة، ونصحى على مجزرة، تأبدنا أمام الشاشات بحثا عن شمعة أمل، يرفع أبو عبيدة المعنويات عندما يخرج ويخاطب قادة الكيان وقادة العالم وشعوبه.
ترى في أبي عبيدة كل معنويات الصمود، كما ترى فيه كل أخلاق العالم التي تهاوت أمام دم أطفال ونساء وشيوخ غزة، عندما يرفع أبو عبيدة إصبعه في وجه “النتن ياهو” الفاشل تعلم أنه ما زال هناك رجال شجعان في فلسطين.
أمعقول أن تتوقف مستشفيات غزة عن العمل وآخرها الشفاء أهم وأكبر مستشفياتها بسبب نقص الوقود، وعالمنا العربي يغذي كل العالم بالوقود.
أمعقول (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم) أن تجرى العمليات الجراحية في ما تبقى من مستشفيات غزة من دون تخدير بينما يتم التعقيم بالخل.
أمعقول أن تفتش إدارة الكيان المحتل ما يدخل من مساعدات عبر خمس مراحل، وتفرض شروطها على ما يدخل وما لا يدخل، وإذا عرفت ان في المواد شيئا له علاقة بالتخدير تمنع إدخاله.
نساء غزة وحرائرها يستصرخن العالم، والعربي وقياداته تحديدا، فلا مجيب ولا معتصمًا يسمع الاستصراخ.
ألن نسمع يوما صرخة غضب حقيقية في وجه هذا الكيان من قبل قادة العرب الذين سيَجتمعون بعد أسبوعين في “قمة عربية” طارئة، وكيف تكون طارئة وتعقد بعد أسبوعين من المذابح والمجازر.
أنتم عاجزون ونحن أعجز منكم والسبب مواقفكم البائسة التي لا تعترف بكرامات الناس وحقوقهم، وتصبح دماؤنا وأعراضُنا رخيصة أمام خنوعكم.
هل صحيح أن بوليفيا ، تشيلي ، كولومبيا…..عربية أكثر من “بلاد العرب أوطاني….”.
الدايم الله….