أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – 30 يوما جرت فيها أبشع المجازر والمذابح في العصر الحديث ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب بحق شعبنا في غزة، خلفت حتى اللحظة أكثر من 10 آلاف شهيد منهم 3900 طفل، و2500 إمراة، و20 ألف جريح، ودمار آلاف الشقق السكنية والأبراج وأحياء وشوارع غزة ومدارسها ومستشفياتها ومساجدها وكنائسها.
وسط هذا كله، لا تزال المقاومة، وستبقى المسيطرة على مجريات المعارك، حيث تطلق صواريخها على المدن الفلسطينية المحتلة في الوقت الذي تختاره، وتتصيد دبابات العدو الغاشم كالعصافير، إذ يخرج لهم رجال المقاومة من باطن الأرض المحروقة، فيثبتون للجميع أنهم أصحاب الأرض وهم المسيطرون، فيصورون كل فعل يوقعونه بقوات العدو الصهيوني، كما يصورون الصواريخ وهي تنطلق إلى أرضنا المحتلة التي ستحرر قريبا.
بالله عليكم؛ مقاومة تمتلك كل هذا الإنجاز والتصميم والتفوق والإبداع يمكن أن تهزم أمام جيش جنوده انصاف رجال، مائعون، ناعمون، لباسهم العسكري مترهل، يحملون على ظهورهم عدة وعتادا لا تقدر على حمله البغال، وذلك نوعا من زيادة الأمان وشعورا بالحماية.
مقاومة يخرج رمزها الفخم الرزين “أبو عبيدة” خمس دقائق، وليس لساعة و24 دقيقة، فيقف العالم على رؤوس أصابعه بانتظار البيان الجديد، والمعلومات التي لا كذب ولا زيادة أو نقصان فيها أبدا.
بكل تأكيد، العدوان البشع على قطاع غزة سينتهي نصرا للمقاومة وهزيمة للاحتلال الذي لم يحقق حتى الآن إنجازا يذكر سوى الدمار وقتل المدنيين العزل، ولمن تبقى من أسراهم.
بكل جلافة وعجرفة، كان أداء وزير الخارجية الأميركية بلينكن (المتعصب لصهيونيته) في عمان في المؤتمر الصحافي مع وزراء الخارجية العرب بعد اجتماع سباعي. بوقاحة ومن دون دبلوماسية كان صهيونيا أكثر من النتن ياهو، مصرا على قرار عدم وقف العدوان، وأن حركة حماس “إرهابية”، وأن ما تفعله قوات الاحتلال الغاصب هو دفاع عن المدنيين الصهاينة.
وزير الخارجية أيمن الصفدي، بعد أن ظهر عليه الغضب من تصريحات بلينكن رد بالقول إنّه “لا يمكن تبرير قتل 9 آلاف شخص بينهم آلاف الأطفال وتدمير المستشفيات دفاعا عن النفس”، مطالبا بـ “وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء هذه الحرب”، رافضا “توصيفها بالدفاع عن النفس”. “ويجب وقف هذا الجنون ووضع حد لإزهاق أرواح الملايين”، مشيرا إلى أنّ “هذه الحرب لن تجلب “لإسرائيل” أمنا ولن تحقق في المنطقة استقرارا”.
أنظروا إلى شوارع المدن الغربية، وعاصمتي رموز الشر واشنطن ولندن وسترون حجم الخسائر الفادحة التي يتعرض لها الكيان الغاصب في خروج الملايين من البشر يدينون العدوان البشع ويرفضون عنصرية الكيان ودمويته.
أبشركم من الآن، أن أعداد المنضوين تحت أجنحة السنوار والضيف وحماس ستتضاعف عشرات المرات بعد ملحمة غزة البطولية، وستكون المقاومة وحماس الجهة الجاذبة لكل الشباب الفلسطيني والعربي والمناصر للحقوق الإنسانية والعدالة، على أمل المشاركة في معارك التحرير المقبلة، وهي على كل حال ليست بعيدة، ولن تتجاوز عام 2027 مثلما قال يوما مؤسس حماس المرحوم الشهيد الشيخ أحمد ياسين.
الدايم الله….