أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – يوما بعد يوم، ومذبحة بعد مذبحة في غزة التي تتعرض للإبادة، تنفجر الأوضاع في الضفة الفلسطينية، التي قدمت نحو 163 شهيدا منذ “طوفان الأقصى”.
صحيح أن الكيان الغاصب قطّع أوصال الضفة الفلسطينية بالمستوطنات والحواجز وجدار الفصل العنصري، إلا أن وصال الشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وغزة المحاصرة وأراضي 48 المحتلة وفلسطينيي الشتات وصال لا يمكن تقطيعها، فإذا اشتكت غزة فوجعها يصل الضفة وكل مكان، برغم المآسي التي أوجدها الانقسام البغيض.
لا تراهنوا على انفجار الضفة الفلسطينية، بل راهنوا على توقيتها القريب، فقد وصلت الأمور في غزة إلى حالة لا يمكن الصمت عندها، فالصمت في هذه الحالة خيانة.
30 عاما من أوهام مشروعات التسوية والسلام لم تفعل شيئا في عقيدة الفلسطيني بأن هذا العدو الصهيوني، لا يمكن أن يصنف إلا عدوًا غاشمًا ماكرًا جبانًا، ولهذا فلن يقبل حتى رجال الأمن الفلسطيني المقدر عددهم 70 ألفا أن تبقى بنادقهم البسيطة من دون مشاركة حقيقية في الدفاع عن الأهل في غزة.
كل يوم تدفع الأوضاع في الضفة الفلسطينية نحو الانفجار، نتمنى أن يكون الانفجار في وجه الاحتلال فقط لا في وجه قيادات السلطة الفلسطينية، التي يمارس بعضها سلوكا لا يزال محكوما بالانقسام وتداعياته.
قد تكون السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في أضعف حالاتها هذه الأيام، وقد لا تسيطر على الأوضاع إن انفجرت في وجهها ووجه الاحتلال البغيض، فالنقد الذي تتعرض له قيادة السلطة الفلسطينية واسع جدا، حتى لقاءها مع وزير الخارجية الأميركية بلينكن وما خرج عن اللقاء من مواقف صعقت الشعب الفلسطيني عندما كانت تؤخذ المواقف مقطعة، وهي أن السلطة مستعدة للعب دور في إدارة غزة مستقبلا، وهذا ما لعبت عليه بعض الأطراف المعادية للسلطة التي كان موقفها واضحا أنه في حالة وجود مشروع سياسي شامل، وللأسف حتى الآن وبعد 32 يوما على مجازر غزة لا يوجد في الأفق أي مشروع سياسي مطروح على الطاولة.
للتأريخ؛ حماس قبل عباس وعلى لسان إسماعيل هنية طرحت مشروعا سياسيا في عز العدوان حيث كشف رئيس حماس الاسبوع الماضي عن أنهم أبلغوا الوسطاء بضرورة “وضع حد للمجزرة والإبادة الجماعية فورا” وأن الحركة قدمت “تصورا شاملا يبدأ بوقف العدوان وفتح المعابر مرورا بصفقة لتبادل الأسرى وانتهاء بفتح المسار السياسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير”.
الدايم الله….