هل تُسلِّف أميركا القمة العربية هُدوءًا في غزة !

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – المؤشرات حول العدوان الغاشم على قطاع غزة تشي بمرحلة جديدة، يتم ترسيمها الآن، قد تصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، أو هدنة لثلاثة أيام، في حل يمكن تسليفه للقمة العربية التي ستعقد يوم السبت في العاصمة السعودية الرياض، بحيث لا تكون القمة منعقدة وصواريخ الاحتلال وطائراته ودباباته تقصف غزة، حتى يتم رفع العتب عن القادة العرب، خاصة أصدقاء أميركا منهم.

لقد أحرجت السياسات الأميركية المنحازة كثيرا إلى الكيان الغاصب أصدقاءها والمقربون منها،  فلم تستمع إلى وجهات نظرهم  بضرورة وقف العدوان على غزة، أو الضغط لإدخال المساعدات، أو هُدَنٍ تعالج الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.

في الأيام الماضية كثرت تصريحات الأميركان والاتصالات التي يجريها رئيسهم بايدن مع النتن ياهو، والضغط عليه لهدنة إنسانية، كما كثرت التصريحات حول مستقبل غزة بعد الحرب.

يهرب المسؤولون الأمريكان إلى الأمام كثيرا، ويطلقون سيناريوهات هوائية بعيدا عن المطلب الأول وهو وقف العدوان فورا، وبعد ذلك يناقشون مشروعات سياسية.

ويطرحون فكرة استحالة أن تبقى حركة حماس تحكم غزة، وفي الوقت ذاته يؤكدون أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحتل غزة، كما أن أميركا وإسرائيل أعجز من تنفيذ فكرة أن تدير السلطة الفلسطينية غزة، أو أن تدار  بقوات عربية مشتركة، لأنه لا يمكن لأي دولة عربية خاصة الأردن ومصر أن يقبلا المشاركة في قوات عربية تدير غزة.

كما يرفض الفلسطينيون والعرب معهم أن يتم فصل الضفة الفلسطينية عن غزة مثلما يحلم ويطرح “النتن ياهو”، فوِحدة الأرض الفلسطينية مقدمة لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

التفكير بمستقبل غزة بعد انتهاء العدوان، تفكير سطحي ساذج، والرد الحمساوي على الأمر كان واضحا من كتائب القسام:

هم يناقشون مرحلة “ما بعد حماس”

ونحن نُجهّز لمرحلة “ما بعد إسرائيل”…

مستقبل غزة يقرره الفلسطينيون وحدهم، هذه هي حقوق الإنسان التي صَدَّعَ الأمريكان والغرب رؤوسنا بها طوال السنوات الماضية، فَلِمَ يأتون الآن ويَرسمون مستقبلا بعيدا عن رغبات وتطلعات الشعب الفلسطيني.

يعرف الأمريكان والغرب و”إسرائيل” والقادة العرب أيضا، أن السلطة الفلسطينية في أضعف حالاتها، وقد فقدت صلاحيتها ومبررات وجودها بعد العدوان الغاشم على قطاع غزة، وهي لا تمتلك القرار في الضفة الفلسطينية بفعل التطرف الصهيوني وممارسات قطعان المستوطنين، الذين يهاجمون الشعب الفلسطيني في قراه ومُدُنه ويقلَعون أشجاره ويريدون من السلطة أن تقف معهم، هذه هي الحال في الضفة، فكيف إذا طلب من السلطة أن تحكم غزة وهي في حالة العجز التي تَعتريها اليوم، حتى لو دعمتها الولايات المتحدة وأغدق عليها الغرب من خيراته، ودعمتها “إسرائيل” فلن تقدر أن تحكم غزة ولا الضفة الفلسطينية من دون؛ أولًا: الخلاص من الانقسام البغيض بين غزة ورام الله، وثانيًا: حل سياسي يضمن وحدة الأرض الفلسطينية  في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مصدومون من التوقف المفاجىء للحرب!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – أستيقظ العالم صباح الثلاثاء على توقف مفاجىء للقتال …