أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – في أسبوع الحرب المستعرة السادس في غزة، لم يبق أمام شاشات الفضائيات حدث تبثه سوى الوحشية الصهيونية ضد الحياة وضد المستشفيات.
منذ أسبوع وقوات العدو الصهيوني تحاصر مستشفى الشفاء ظنا منها أنه قاعدة عسكرية إذا هزمتها انتصرت في الحرب، لم يبق زاوية ولا قسم في المستشفى إلا وتعرض للقصف، أمام أعين العالم الصامت صمت البُكْم.
الصورة الآن في أذهان العالم، صورة أطفال الخداج وهم ينتظرون لحظة الموت إذا انقطع الوقود فتنقطع الكهرباء عنهم، يا الله ما أبشع هذا العالم، وما أبشع شعارات الطفولة وحق الحياة التي أمطرنا بها هذا الغرب اللعين، الذي سقط في هذه الحرب سقوطا لا يمكن النهوض منه.
حين تسمع تصريحات إدارة المستشفى تشعر فعلا أنهم يدافعون عن حياة من فيه بكل ما أوتوا من قوة، ولم يبق أمامهم أي شيء يعملون سوى أن يسلموا المستشفى إلى الصليب الأحمر ليختبروا آخر زوايا الإنسانية وقوة الأممية أمام بطش هذا الاحتلال الغاصب وقواته التي تترنح في قطاع غزة.
التصريحات الأميركية على وقاحتها تركز الآن على أن الرئيس الأميركي بايدن يدعو “النتن ياهو” إلى عدم اقتحام مستشفى الشفاء، يا الله على هذه الدعوات كم هي إنسانية، وفي الوقت ذاته يدعوه إلى عدم وقف إطلاق النار، فالأميركان يعلمون جيدا أن وقف إطلاق النار هي هزيمة ماحقة للكيان الذي انهزم في 7 أكتوبر هزيمة ساحقة، ولهذا فإن “النتن ياهو” يستغل هذا الأمر للاستمرار في عدوانه الوحشي على قطاع غزة، وقصفها بأبشع صور القصف.
لم يبق أمام “النتن ياهو” سوى ارتكاب مذبحة واسعة في تدمير مستشفى الشفاء، وقتل من فيه، ساعتها من المحتمل أن يرفع العالم صوته قليلا كي يوقف المذبحة، ويخرج “النتن ياهو” من أزماته، فالإسرائيليون بنسبة 76 % يطالبون بالاستقالة حسب آخر استطلاعات الرأي، والتظاهرات تعم مدن فلسطين المحتلة ضده وضد سياساته، وفي الحرب هو الخاسر حتى الآن بعد أن دمر له القسّاميون والمقاومة “١٦٠” دبابة وآلية وقتلوا عشرات بل مئات جنوده المرتَزِقة.
والأمر الثاني أمامه رفع وتيرة استفزاز حزب الله بقتل عدد كبير من المدنيين اللبنانيين ما يدفع حزب الله إلى توسيع مشاركته في الحرب، وهذا ما يريده “النتن ياهو” ولا تريده أميركا، فمن مصلحته توسيع رقعة الحرب، كي يبقى فترة أطول خارج السجن وخارج المطالبات بمحاكمته.
الدايم الله…