أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – بعد الفيلم والصور الساذجة التي أعلنتها قيادة جيش الاحتلال عما وجدته في مستشفى الشفاء بعد 18 ساعة من الاقتحام، وهي صور لا تقنع عاقلا بأنها من بقايا معدات لرجال القسام.
وبعد كل هذه الوحشية ضد مستشفيات قطاع غزة ومراكزها الطبية، وبعد انهيار مراكز وكالة الأونروا وتدميرها، وبعد ضرب كل ما هو إنساني وأخلاقي في عدوان النتن ياهو وجيشه على غزة، هل بقي هناك من يقتنع بوجود قانون دولي ومنظمات دولية وأممية ومحاكم حرب لمحاسبة مجرمي الحروب أم ثبت بالدليل الملموس أنها جميعا في “الجيب الأميركي”؟!
هل بقي من أهداف اليونسيف في حماية الطفل ما لم تنسفٰه قوات الاحتلال ضد أطفال غزة، وتقطعْه إربا إربا، في مشاهد لم توثق منذ أيام الحروب النازية، ووثقت بكل هذه الوحشية أمام أعين العالم، وآخرها ما فعلته قوات الاحتلال في مستشفى الشفاء بعد اقتحامه وتدمير محتوياته.
وهل ستدافع اليونسكو عن أهدافها وعن مشروعاتها المستقبلية وعن توزيع مناصب سفيرات النيّات الحسنة بعد كل مشاهد الدمار والعبث في غزة، ولم تفعل بياناتها شيئا في منع كل هذا الإجرام.
وحتى منظمة الصليب الأحمر، ماذا فعلت أمام كل هذه الاعتداءات على المؤسسات والأطر الطبية والعاملين في الرعاية الطبية والإنسانية، بعد مئات الشهداء والجرحى، وبعد إخراج أكثر من 25 مستشفى في غزة من العمل بعد تدميرها ومنع الوقود عنها، هل بقي شيء من أهدافها كمنظمة أممية تحتمي تحت مظلتها مؤسسات طبية بعد كل هذه الوحشية الإبادية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني.
أما الطامة الكبرى في مجلس الأمن الدولي وصمته المريب عن كل ما يُجْرى في غزة بأيدي القوات الصهيونية وما جرى أخيرا باقتحام مستشفى الشفاء، لهو دليل ساطع على أن قرار هذا المجلس وغيره من قرارات المنظمات الأممية مرهون في واشنطن وما تريده الإدارات الأميركية المتعاقبة.
هذا المجلس لم ينجح في فرض هدن إنسانية لأيام أو ساعات لمعالجة آثار الدمار الفظيع لكل ما هو إنساني في قطاع غزة.
أما الجمعية العامة للأمم المتحدة، فعليها أن “تخرس خالص” على رأي إخواننا المصريين، فمنذ الجمعة 27 أكتوبر أقرت بأغلبية ساحقة، مشروع قرار قدمه الأردن يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حركة حماس، ويدعو القرار إلى “هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية”، وصوتت 120 دولة لمصلحة مشروع القرار مقابل 14 دولة ضد وامتنعت 45 دولة عن التصويت، واندلع التصفيق في قاعة الجمعية عندما تم عرض نتيجة التصويت، وحتى الآن لم تفعل الجمعية العامة للأمم المتحدة شيئا وصوتت الاربعاء على مشروع قرار من مالطا يؤيد هدنة إنسانية طبعا مشروطة بالافراج عن الاسرى في غزة جميعهم.
بعد أن حمّرت الولايات المتحدة عينها في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس واتهمته إسرائيل أنه لا يصلح لقيادة الأمم المتحدة، هل بقي قيمة ومعنى لهذه المؤسسات الدولية الفاشلة لكي تتحكم الولايات المتحدة بالعالم تحت مسمياتها!!.
الدايم الله….