لن نهاجر ولن نرحل يا حبيبي!

ريم أحمد الحوراني –

 

الأول نيوز – قال لي فلنهاجر لقد سئمت من هذا القهر فلنرحل ..ونتخلى عن كلّ ما لدينا هنا، لا أريد المزيد من المذلّة ولا أريد المزيد من اليأس ، كم كنا مخدوعين بعروبتنا والشعارات والأغاني الوطنية .. أين هي العروبة؟ وطن عربيٌّ واحد؟! كم عددنا؟ اثنا وعشرون دولة لا أحد قادر على أن يفعلَ شيئاً! الأردن يا حبيبتي كم أنت موجوعة وشعبك يتألّم..لكن هل يكفي ذلك؟ أين كلّ ما آمنّا به؟ علّمونا أننّا  أخوة فكيف  يتخلّى الأخ عن أخيه؟ لقد تخلينا عن كلّ ما يأمر به ديننا وكسرت كل المبادئ.. يا لهذا  الضّعف وقلّة الحيلة!

اريد لأطفالي أن يكبروا  ولا يعلموا أي شيء عن هذا الانكسار والنفاق ..فلنغادر أماكننا وننسى من أين أتينا  ومن نحن..  فقد علمه والده أن فلسطين هي امه وأرضه وعرضه والدفاع عنها يكون بالدماء إما النصر أو الشهادة  .. كان يشارك بكل المظاهرات وقد تلقى احيانا بعض القنابل المسيّلة للدموع ايّام الشباب – لو يعلموا ان دموعه حينها سالت على الوطن قبل أن تسيّلها هذه القنابل-..وما أشبه الأمس باليوم! ها هم  إخوتنا  واطفالنا واهلنا يستشهدون ويُشرّدون ويعيشون في رعب وجوع وخوف ونحن مكتوفي الأيدي..

لقد وصلنا قمة الذل اقصد قاع الذل!! فالذل لا يكون ابدا بالقمم .. ولكن كان قرارنا واحدا وقاطعاً لن نذهب إلى أي مكان سوى إلى أرض الشهداء تلك الارض المقدسة ..  أحب أطفالي ولكن احبها اكثر وافديها بهم وبي .. احب ان أبقى هنا وأكمل حياتنا وإن أردت ان ارحل فهو مكان لا بديل له .. سأرحل إلى البيت الذي بناه ابي رحمه الله في طولكرم .. وقد  توفي ولم يكمل حلمه بالعيش فيه .. كلنا على يقين انها ستتحرر يوما ما  ..اذكر كم كان حزينا كلما كنا نذهب إلى هذا البيت ويرى  وطنه مغتصبا ..وانهم يتحكمون بكل شيء ، كان يرفض أن يشتري منهم  أي شيء  ..كان يرفض ان يدفع ماله لهم ..كنت صغيره لأفهم الرسالة الحقيقيه من ذلك ، كبرت وفهمت وانكسرت وقُهرت .. وما زال القهر مستمرا منذ خمس وسبعون عاما .. فهمت مقولتك يا أبي : ( ان تحررت فلسطين سأعود اليها واعيش فيها ) ورحل قبل أن يتحقق حلمه.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

عندما يحتاج الوطن إلى ماء الحياة!!

الاول نيوز – الدكتور : محمود المساد إن الوطن الذي نحب، يتعرض في هذه الأيام …