رسائل اليوم الأول للهدنة..

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – نجح اليوم الأول للهُدنة المؤقتة أن يصنع فرحا فلسطينيا غزيا بامتياز، وأن تمتد بشائر الفرح إلى العالم بأسره، في يوم غاب فيه الدمار والقتل والذبح عن غزة، إلا أنه ظهر بكوارث غير طبيعية في تقارير مصورة لم تكن العدسات قد وصلت إليها سابقا لمناطق تعرضت للقصف العنيف والتدمير الشامل كأن زلزالا بمقياس مليون ريختر قد ضربها.

عم الفرح مدن وقرى الضفة الفلسطينية بالإفراج عن 39 أسيرا وأسيرة، في خطوة ذكية جدا من حماس بأن كانت الدفعة الأولى من المفرج عنهم من الضفة ولا واحدا من غزة، في رسالة أن حماس للكل الفلسطيني لا في غزة وحدها.

في موضوع الأسرى، كانت رسائل حماس أذكى بكثير من رسائل الاحتلال الذي عذب الأسرى في يوم الإفراج عنهم، بعكس حماس التي بثت فيديو للإفراج عن الأسرى اتسم بالإنسانية حتى أن إحدى الأسيرات بقيت تودع أهل غزة بيدها بعد أن صعدت إلى سيارة الصليب الأحمر، كما كان موقف أحد عناصر حماس وهو يحمل سيدة كبيرة في السن ويساعدها لِتَصعَد داخل السيارة رسالة تعبق بالإنسانية.

في قضية الأسرى، التقط المحلل النابه الزميل عريب الرنتاوي ملحوظة مهمة قال: ” ‏‎إسرائيل توقعت أن تخرج أسيراتها من نفق ما في جنوب ‎غزة…على اعتبار أن معظمهن اعتقلن من مستوطنات قريبة، وأن جنوب القطاع ما زال خارج سيطرتها… المفاجأة / الخيبة، أنهن خرجن من الشمال، حيث تدّعي حكومة نتنياهو وجيشها الذي قُهِر في السابع من أكتوبر، أنها احتلت الشمال وحررته وطهرته ومشطته… 49 يوما من الحرب، كل يوم مفاجأة.” (انتهى الاقتباس)

للانتصار مئة آب، فقد خرج بايدن الرئيس الأميركي مبتهجا بتحقيق الهدنة ودوره فيها، كما خرج دبلوماسيو قطر للحديث عن الهدنة التي شاركوا في صياغتها بمهارة عالية، وخرج إسماعيل هنية للتهنئة والمباركة والإشادة بمن حقق النصر والإنجاز، وفي نهاية حديثه اقتدى برمز حماس أبو عبيدة بالتهديد بأصبعه على غير عادته.

في الجانب الآخر، حاول السحيجة حول النتن ياهو أن يؤكدوا أن النتن قبل بالهدنة بعد ضغوط كبيرة من الرئيس الأميركي، في محاولة لرفع علامات الفشل عنه بعد أن كان مصمما على رفض أي وقف لإطلاق النار قبل القضاء على حماس.

كان منظر الغَزِّيّين وهم يعودون إلى بيوتهم المهدمة في الشمال وعموم القطاع رسالة مهمة جدا أنهم لن يتركوا أرضهم وبيوتهم وسيُعيدون تعميرها من جديد، برغم أن قوات الاحتلال حاولت منعهم وأطلقت عليهم النار.

كما نزل الغزيون إلى الأسواق ليبتاعوا أي شيء يجدوه برغم قلة المعروض.

أكثر من ارتاح في عمله في اليوم الأول للهدنة الزملاء الإعلاميون والصحافيون في الفضائيات وغيرها، حيث خلعوا البزات عن صدورهم، وخلعوا الخوذ عن رؤوسهم فظهروا على حقيقتهم بعد 48 يوما من العمل مراسلين حربيين تحت النار، وتبين أن وائل الدحدوح إزداد سمارا، وهشام الزقوت أكثر جمالا من دون الخوذة، وتألقت جيفارا البديري ونجوان سمري في نقل فرح  أهالي الأسرى خاصة الأسيرات وتسجيل لحظات إنسانية ستتكرر بإذن الله بخروج باقي الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

ملاحظتان للمتابعة؛ غاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن كل الحدث وكأن “العرس عند الجيران”، كما ظهر سمير المشهراوي الاقرب إلى محمد دحلان ضيفا من الدوحة على قناة الجزيرة في سابقة ملفتة  يحرض أبناء فتح في الضفة على الثورة وتحديد موقفهم، كأن هناك إتصالات جديدة وعميقة بين حماس ودحلان للتحضير للمرحلة المقبلة.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

دين أبوهم اسمه إيه؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – بينما العالم يقف على رؤوس أصابعه  متابعًا ضرب …