الأحد , سبتمبر 8 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

درس تسليم المحتجزين!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – اليوم الاثنين؛ الأخير من الأيام الأربعة في الهدنة الأولى في غزة،  المؤشرات والمعلومات كلها تؤكد أن هُدَنًا جديدة تتم صياغتها من قبل فِرَق التفاوض.

مع أن أيام الهدنة تركزت على تبادل الأسرى والمحتَجزين، وتقارير مفجعة عن حجم الكارثة التي لحقت  بقطاع غزة بفعل العدوان الصهيوني الهمجي البربري، إلّا أن غزة فرضت حضورها على موائد العالم، فبقيت الخبر الأول والوحيد على شاشات عديد الفضائيات العربية والغربية، حتى الرئيس الأميركي بايدن ترك  قضايا العالم كلها وتركزت تصريحاته على ما يجري في غزة، والضغط للاستمرار في الهدنة.

من يراقب في الأقل من خلال الإعلام العربي عملية تبادل الأسرى والمحتَجزين، ليرى الفَرْق الإنساني والحضاري بين أبطال القسام، وبين مُرْتَزِقَة جيش الاحتلال.

يخرج المُحتَجز الصهيوني أو الأجنبي من مكان احتجازه، مبتسما وودودا ومحبًا لشباب المقاومة الذين كانوا يشرفون على احتجازه، حتى تظن أن محتجزات لا يرغبن المغادرة بفعل التعامل الحضاري الإنساني الذي كان رجال وصبايا القسام  يمارسونه معهم، على عكس التعامل البائس الخسيس من قبل السجان الصهيوني الذي يحاول حتى اللحظة الأخيرة أن يهين الأسير والأسيرة الفلسطينيين.

في مشهد تسليم المحتجزين إلى الصليب الأحمر، أظهر رجال القسام وبناته، حسن تنظيم وإدارة وضبط، في رسالة مهمة أن قوة القسام في غزة لا تزال راسخة، وأنهم فعلا دولة حقيقية يستخدمون سياراتهم ووسائل النقل لديهم وهذا يدل على أن أجهزتهم لا تزال صامدة وصلبة.

في ملحوظات مهمة للناشط عصام السعدي على صفحته يقول…عن مشهد تسليم المحتجزين على رؤوس الأشهاد، في ساحة فلسطين، في مدينة غزة، شمال القطاع، هذا المساء.

شباب الأخضر خرجوا بين شعبهم، بكامل هيئة الاستعراض، نزلوا من سياراتهم البيضاء النظيفة، يحملون أسلحتهم، ويتحركون بمنتهى الثقة والانضباط.

أبناء شعبهم يحيطون بالساحة يهتفون لأبطالهم، يملؤهم الفخر والاعتزاز.

المراقبون من أصدقاء وأعداء في حالة ذهول من هذا الشعب الفريد ومقاومته المدهشة.

هذه مقاومة ذكية وصلبة ومتجذرة وتحب شعبها وأمينة عليه. وهذا شعب يثق بها فيتحمل ويصبر ويهتف لها.

المقاومة لم تعد ثلّة من الشباب يحملون أرواحهم على أكفهم. هذه مقاومة بحجم شعب. وهذا شعب بحجم مقاومة.

غزة مدرسة وعلينا أن نفتح كراساتها ونتعلم دروسها.(إنتهى الاقتباس).

من إبداعات فعل المقاومة ما حدث مع الأسيرة المحررة روضة ابو عجمية المتهمة بتجنيد خلية عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأفرج عنها البارحة، وبعد وصولها مخيم الدهيشة قادت المظاهرة لتحية المقاومة فهتفت: حط السيف قبال السيف.. احنا رجال محمد ضيف..

بالمناسبة؛ لعل كل ما يحدث على أرض المواجهة / فلسطين، يطرق خلايا جماعة الإخوان المسلمين في الأردن (نحن مشاريع الشهداء كما يحلو لهم أن يهتفوا) ليتخففوا من حالة النشوة التي يمرون بها تذكرنا بنشوة 2011 سنة محمد مرسي، ولا يشتبكوا مع رفاق المسيرات الذين يدعمون المقاومة الفلسطينية مثل كل الشعب الأردني الموحد في الموقف (قيادة وحكومة وشعبا).

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

كأنهم خطفوا مقاعد الأحزاب !

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – حضرت مهرجانا انتخابيا لقائمة محلية، أعضاؤها منتمون لحزب …