أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – لم يرتق الموقفان العربي والإسلامي عموما إلى مستوى الدم الفلسطيني المسفوك في غزة والضفة الفلسطينية، ولم يتراجع الموقف الأميركي الداعم والوكيل الرسمي للعدوان على الشعب الفلسطيني والمساند للنتن ياهو في توحشه، ولهذا عادت آلة العدوان الصهيوني إلى قتل الشعب الفلسطيني متجاوزة الهدن المؤقتة التي لم تسعف الحالة الفلسطينية ولم تلملم جراح الشعب الذي قدم أكثر من 15 ألف شهيد و30 ألف جريح وأكثر من 7 آلاف مفقود.
ولو حَمّر القادة العرب أعينهم أكثر في مواجهة العالم ورفضوا وجود رئيس الكيان الصهيوني مشاركا في مؤتمر المناخ العالمي في دبي لترددت حكومة الاحتلال في كسر الهدنة وحسبت مليون حساب، لكن كسبت إيران هذه الجولة أيضا عندما رفضت المشاركة في هذا المؤتمر بوجود رئيس الكيان الصهيوني.
وحده الملك عبدالله الثاني ربط مؤتمر المناخ بالعدوان المستمر في غزة وقال “أنه لا يمكن الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المآسي الإنسانية التي نراها حولنا، مشيرا إلى ما يواجهه الفلسطينيون من تهديد مباشر يطال حياتهم. وأن السكان في غزة يعيشون على كميات ضئيلة من المياه النظيفة والحد الأدنى من الغذاء، وتزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب على القطاع”.
ستستمر الجولة الثانية من العدوان على غزة بشراسة أكثر من الجولة الأولى لأيام معدودات، فلم تنجز آلة البطش الصهيونية سوى مزيد من قتل المدنيين ضحايا العدوان منذ اليوم الأول، بعد أن فشلت وستفشل قوات الاحتلال من الاقتراب وليس القضاء على كتائب القسام، التي لا تزال بمشاركة قوى المقاومة الأخرى تمطر تل أبيب (تل الربيع) وعسقلان والقدس والمستعمرات بوابل من الصواريخ مثلما فعلت الجمعة بعد كسر الهدنة المؤقتة من قبل الكيان الصهيوني.
كسر الهدنة جاء ووزير الخارجية الأميركية بلينكن في قلب تل ابيب، وهذا يعني أن العودة للعدوان جاء بمباركة ومساندة أميركية، مع أن الخطاب الأميركي تغير في الفترة الماضية وأصبح يتحدث عن مشروع سياسي وحل الدولتين.
مقابل كل هذا العدوان البشع، ومئات الشهداء الذين بدأوا يتساقطون يوميا، ودمار لا وصف له، يختار المناطق المأهولة والمدارس والمساجد، هناك ما يُطبخ على نار هادئة.
في المعلومات، أن هناك ضغوطا أميركية وقطرية ومصرية للعودة للهدن المؤقتة من جديد، كما أن هناك مباحثات سرية أمنية وسياسية في الدوحة، بحضور رئيسي جهازي الموساد والـسي أي أيه، وأطراف فلسطينية للبحث في مشروعات سياسية بعد وقف العدوان على قطاع غزة، ومستقبل السلطة الفلسطينية وشكلها المقبل في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
بالمناسبة؛ حزب الله عاد للمناوشة والاشتباك من جديد مع قوات الاحتلال الصهيوني، وكأنه كان طرفا في الهدن المؤقتة.
في هذا العدوان البشع هناك أشياء كثيرة خارج الفهم الطبيعي وخارج المنطق، ولا تلتقطها مجسات المحللين الذين كان معظمهم مع لا عودة للنار من جديد بعد أيام الهدن، لكن ما تعيشه حكومة الكيان الصهيوني ورئيسها المنهار يقلب كل التوقعات، لأن ما في بطن النتن ياهو أكثر وحشية من التفكير في وقف العدوان، فساعاته معدودات بعد ذلك ومستقبله السياسي مرهون بالفشل ثم السجن فورا.
الدايم الله…