الأول نيوز – بعد تقهقر الهدنة المؤقتة وانهيارها من يوم الجمعة المنصرم، استأنف جيش الاحتلال حربه على قطاع غزة، مركزا قصفه على بعض مناطق الجنوب لاسيما خان يونس ورفح.
في حين أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن السلطات الإسرائيلية وافقت على تخصيص ما وصفها “بالمناطق الآمنة الكبيرة” في جنوب القطاع المكتظ بالسكان، مع اتساع نطاق عملياتها العسكرية.
قصف على خان يونس
معاناة المدنيين
وذكر المسؤول الذي لم يكشف هويته، اليوم الأحد أن وزير الخارجية الأميركي بلينكن طالب في زيارته الأخيرة لإسرائيل “بتقليل معاناة المدنيين في جنوب غزة”، وفق ما نقلت شبكة “إن.بي.سي نيوز” الأميركية
كما أكد أن تلك المناطق الآمنة أكبر بكثير مما جرت مناقشته سابقاً. إلا أنه أوضح في الوقت عينه أنها قد تكون رغم ذلك “مركزا لعمليات عسكرية محددة”.
بالتزامن، كشفت مصادر مطلعة بعض التفاصيل عن الخطط الإسرائيلية لجنوب غزة. وقال شخص مطلع على خطط الحرب الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعتبر العمليات في شمال غزة غير مكتملة، فمدينة غزة لم تنته بعد، ولم يتم احتلالها بالكامل”، حسب قوله.
كما أضاف أن ” 40% من المخطط بالنسبة للشمال ككل أنجز، أما الباقي فمن المحتمل أن يتطلب تنفيذه من أسبوعين إلى شهر”، حسب ما نقلت صحيفة “فاينانشيل تايمز”
الأسرى وقادة حماس
أما في الجنوب، فلا تزال حتى الساعة هجمات جيش الاحتلال مقتصرة على ضربات جوية متفرقة وإن عنيفة.
لكن الأسابيع المقبلة قد تشهد احتداماً في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
إذ تخطط إسرائيل لحملة ضارية ضد حماس، قد تمتد عاماً أو أكثر، مع استمرار الهجوم البري حتى أوائل عام 2024، وفقًا لعدد من الأشخاص المطلعين على الاستعدادات
لاسيما أن تل أبيب تعتقد أن معظم قادة حماس، والقسم الأكبر من مقاتليها وترسانتها الصاروخية، فضلا عن أغلبية الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين تم احتجازهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، موجودون الآن في الجنوب، وفق ما أوضح مسؤولون إسرائيليون
توغل من الشمال
ومن المتوقع أن تشمل الخطة الموضوعة لشمال القطاع، مراحل أو أهداف عدة، قد تبدأ بتوغل القوات الإسرائيلية، المتمركزة شمال غزة، في عمق جنوب القطاع المحاصر.
كما تشمل الأهداف قتل ثلاثة من كبار قادة حماس، وهم يحيى السنوار ومحمد الضيف فضلا عن مروان عيسى.
بالإضافة إلى “تحقيق نصر حاسم” ضد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، المؤلفة من نحو 24 كتيبة، وتدمير شبكة الأنفاق المترامية تحت الأرض
حرب طويلة جدا
لذلك توقع أحد الأشخاص المطلعين على تلك الخطط الحربية أن تكون “الحرب طويلة جدا”، لا سيما أن استراتيجية إسرائيل تجاه غزة تتسم بالمرونة، بحيث تأخذ بعين الاعتبار توقيتات التقدم العملياتي على الأرض، والضغوط الدولية وفرص تحرير الأسرى الإسرائيليين.
بدوره، أكد أحد المطلعين على المناقشات الأميركية الإسرائيلية حول الحرب أن الأمر سيطول و”لن يستغرق أسابيع فقط”، بل قد تستمر العملية حتى أواخر 2024
فعلى عكس الحروب الإسرائيلية السابقة، رأى أحد المسؤولين الإسرائيليين أنه لن تكون هناك نقطة نهاية ثابتة، قائلا “لن نطلق صافرة النهاية” قبل تحقيق الأهداف.
يشار إلى أنه من المرتقب أن يركز الهجوم الجنوبي على خان يونس، ثاني أهم مركز حضري في غزة، ومسقط رأس السنوار والضيف.
كما سيركز على رفح في أقصى جنوب القطاع، على الحدود مع مصر. وقال أحد المطلعين على خطط الحرب الإسرائيلية إن المعبر الحدودي بين غزة ومصر وأنفاق التهريب تحت الأرض هي “قناة الأكسجين الرئيسية لإعادة بناء قدرات حماس العسكرية”
في حين اعتبر مسؤول إسرائيلي أن رفح تمثل “أصل تحول حماس إلى وحش”. ورأى أنه “يجب النظر في حدود غزة مع مصر بأكملها”، وفق تعبيره.