محمد موسى المرقطن –
الأول نيوز – إنّ أي مهتم أو مشتغل في علوم الإدارة والقيادة وأعمالها: ممارسة أو تنظيراً لا سبيل له إلا أن يقرّ بحقيقة أن التغيير أصعب القرارات التي يمكن ان يتخذها الشخص/ المؤسسة؛ وذلك لحجم المخاطر المتوقعة والمحاذير التي ترافق العمليات المنوي القيام بها والخوف أو التخويف مما يمكن أن يترتب عليها، ويرافق ذلك كله الأصوات والأيادي المقاومة للتغيير لأسباب متعددة أهمها تهديد مصالح البعض المقاوم لغايات الحفاظ على الامتيازات الوظيفية أو الصلاحيات الممنوحة أو العلاقات الاجتماعية أو المعرفية والمهارية التي ستكشف مقدرة الذين اعتادوا على الواقع الموجود.
ولننطلق من القاعدة الأساسية، وهي: إنّ التغيير سنة من سنن الكون ونواميسه التي اعتاد عليها البشر وأنه واقع ينبغي أن يؤمن به الإنسان ويتهيأ له في أي وقت، وعليه فإن ما نشهده على المستوى الداخلي منذ فترة ما قبل العدوان الهمجي على غزة من حراك وطني يقوده جلالة الملك ويتابعه سمو ولي العهد في المجالات كافة، وبخاصة في الاقتصاد والتعليم والربط والمواءمة بينهما لغايات تمكين شباب الوطن من كل ما يجعلهم مؤهلين لسوق العمل والاستفادة من الفرص المستقبلية التي يمكن أن تكون حاضنات أعمال تستوعب كوادرنا البشرية التي تزداد يوميًا.
إننا اليوم في أمس الحاجة إلى كسر حواجز البيروقراطية المعيقة والانتقال إلى التفكير المتعدد الأطر الذي يقود إلى حالة توازن ونتائج إيجابية تنعكس على واقع الناس وحياتهم اليومية لتجسيد رؤية التحديث الاقتصادي على أرض الواقع بشكل منهجي وعلمي يفضي في النهاية إلى نواتج ملموسة على الأرض، وهذا ما تسعى إليه- وتقوم به فعليًا- وزارة التربية والتعليم، وبجهد استثنائي من شخص الوزير “المحافظة” الذي يقود دفة عمليات التغيير بكل شجاعة وفطنة وبحضور ذهنيّ عالٍ، يرافقه متابعة يومية وعلى مدار الساعة منعتقاً بذلك من إسار الواقع والرتيب والمعتاد إلى فضاءات أرحب تعايين المستقبل وكأنه شاخصاً أمام عينيه.
إن جهود التغيير والعمليات الإدارية والفنية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم تستحق أن تظهر للعلن وأن لا تظل متوارية عن الأنظار، فهي جهود استثنائية وجبّارة، وتقف على المضمار في سباق تتابع مع الزمن وفي كل يوم تحقق تقدمًا ملموسًا يظهر من خلال المراحل التأسيسية التي قطعتها على مضمار التعليم المهني والتقني المطوّر الذي بات واقعًا وطموحًا وغايةً يسعى إليها عديد الطلبة في مزاحمة إيجابية على المقاعد المتوفرة في هذا المسار النوعي الذي تعمل وزارة التربية والتعليم على ترسيخه كثقافة مجتمعية إيجابية تصحح من خلالها توجهات وطموحات طلبتها.
وعليه؛ فإنّ مثل هذه التحولات الجريئة والصادقة التي بدأت تظهر سماتها على الملتحقين وتعزز فيهم الطموح، وتمكنهم من امتلاك أدوات مواجهة الحياة تجعلنا جميعًا أمام مسؤولية وطنية وأدبية تجاه جيل كامل ينبغي أن نأخذ بيده نحو السبيل المناسب والمتوافق مع الواقع الذي سيكون بانتظارهم في قادم الأيام.