شعبٌ أعزلٌ ونفق وثلاثيةُ التحطيم والاسترجاع والتهجير

معاذ البدور –

 

الأول نيوز – حرب طويلة الامد بدأت تتضح معالمها في ضوء تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو قائلا :  “إسرائيل وحدها ستكون مسؤوله عن الامن في غزه بعد نزع سلاحها وانتهاء الحرب”. وبعد أكثر من ٦٦ يوما، على ما يبدو بأن قرون المقاومة في قطاع غزه لم تصنع من طين، فشل يتبعه فشل من قبل مجلس الحرب الصهيو-امريكي في تحقيق أي تقدم، سوى أنهم قتلوا ويقتلون كل جضيع ورضيع، فشل في تحطيم المقاومة وفشل في استرداد اسراهم وفشل في الطرد والتهجير لخارج قطاع غزه.

قبل ثلاثة ايام أصابنا الاحباط وقلقنا على مستقبل المقاومة وانتابنا شعور بالخوف من الهزيمة (أو ليست حربنا، أو ليس طوفاننا) انا كما هم الباقون في هذا العالم نراها كذلك.

حتى ظهر على شاشاتنا ذلك البطل، صارخآ بأعلى صوته (فقعت الدبابة فقعت الدبابة) مؤكدا بذلك بأن قذيفة الياسين ١٠٥ أصابت هدفها بدقة مما جعلها تفصل برج الدبابة عن جسمها.

في حينها حمدت الله وشكرته، بأنني قد عاصرت حربآ وشاهدت بطولات عربية مشابهة تماما لما كنت أسمع به ولم استطع أن أراه، في حينها ذكرتني صورة هذا المقاوم بمَا رواه مسلمٌ في”صحيحه” عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَن النَّبيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم، قَالَ:(( مِنْ خَيْرِ مَعاشِ النّاسِ لهمْ، رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنانَ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللهِ، يَطِيرُ على مَتْنِهِ، كُلَّما سَمِعَ هَيْعَةً، أوْ فَزْعَةً طارَ عليه، يَبْتَغِي القَتْلَ والْمَوْتَ مَظانَّهُ)).

معالم الطوفان واضحة تمامآ، عجز عربي واسلامي ودولي وانسداد للافق السياسي في ايقاف هذه الحرب الطاحنة، ارتفاع في تكلفة الحرب ماديا على دولة الاحتلال ومعنويا على قطاع غزه لما فقدوه من عدد كبير من الشهداء وتحديدا في صفوف النساء والأطفال.

السؤال المحير، هل فعلا حماس قادرة على الاستمرار !

اذا كان الجواب نعم، فإن ذلك يعني بأن أمد الحرب طويل وذلك في ظل إصرار التحالف وشركاؤه في القضاء على حماس سياسيا وعسكريا وأيضآ في ظل الاستبسال في ساحة الحرب من قبل رجال المقاومة. ملاحظة شخصية (الاحظ بأن رجال المقاومة ومن خلال متابعتي للمشهد بانهم مستمتعين جدا في هذه الحرب في ظل كل خيبات الأمل من الخارج وفي ظل فقدان الاهل والاحبة في الداخل) مفارقه عجيبة غير قادر على إيجاد تفسير لها سوى شئ واحد (الارض قبل العرض)

وهذا السيناريو سيقودنا الى المزيد من الشهداء والمزيد من تدمير للبنية التحتية فالجولة الاولى قضت على ٤٠ % من المباني والى المزيد من التهجير. استذكر قصة لشيخ  قبيله، شيخ متغطرس لا تسلم افراد القبيلة لا من يده ولا من لسانه، الى ان وقف ذلك الرجل البسيط في وجه ذلك الشيخ وقام بصفعه على وجهه امام كل رجال القبيلة، بعد تلك الصفعة اختلطت كل الأوراق الإقليمية وبدأ شيوخ القبائل الأخرى بالتطاول على ذلك الشيخ الذي كان يتبنى نظرية One man show أو ما احبذ أن اسميها نظرية الرجل الاوحد، إختلطت بعد ذلك جميع أوراق ذلك الشيخ والذي كان يخطط بموجبها لفتح مزيد من صفقات التطبيع مع شيوخ القبائل المجاورة على حساب قضايا القبيلة المركزية والحساسة.

الخبرة بسيطة ومتواضعة ولكن طوفان الأقصى أعاد تشكيل القيم والمبادئ والحدود الاخلاقية والتنويرية لقضيتنا المركزية الا وهي فلسطين. نقف عاجزين ومتأملين لهذا المشهد والذي اعتقد بانه مشهد لن يتكرر ، فقد عاد الاحتلال من جديد في البحث عن استقلاله تماما كما فعلت عصاباته في العام ١٩٤٨.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

امتحان الرياضيات: مشكلة أم أزمة؟

د. ذوقان عبيدات – الأول نيوز –   في الأردن اعتدنا أن نختصر القضايا والأحداث، …