أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ما يجري في قطاع غزة، ليست حربا، بل هي محرقة وإبادة حقيقتان يشاهدهما العالم عبر شاشات الفضائيات مباشرة، ويشارك بفظاعة فيما يجري ويصمت عليه صمت أهل القبور، ولا يغضب لأجله، ويمنعه ويوقفه فورا.
منذ 77 يوما وحكومة الحرب الصهيونية تهدد بالقضاء على حماس قبل قرار تفكيكها، لكنها فعليا لا تحارب حماس والمقاومة، بل تشن عدوانها على الأبرياء المحتمين في المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس، وتقوم مجازرها يوميا في هذه الأماكن التي من المفروض أن تكون محمية حسب القانون الدولي (….أخت هيك قانون).
ومنذ 77 يوما، وطيران العدو وآلياته يمسحان وجه الأرض في قطاع غزة، ويبيدان كل شيء حي في شماله، بعد أن دمرتا كل المباني والمنازل والحياة في شمال غزة، ومع هذا لا تزال راجمات صواريخ المقاومة تطلق رشقاتها من شمال غزة أكثر من جنوبه باتجاه المدن والبلدات المحتلة، فهل هناك تفسير عند النتن ياهو وفريق حربه العدواني.
منذ 77 يوما، وكتائب القسام ورمزهم أبو عبيدة ينشران فيديوهات لاقتناص جنود العدو وتدمير آلياته، لكننا لم نشاهد صورة واحدة أو مشهد فيديو واحد لجنود صهاينة يقتلون عناصر من حماس والمقاومة، ولم نر جثثا لرجال المقاومة سوى في يوم الملحمة 7 أكتوبر، وكيف عبث الجنود والمستوطنين الصهاينة فيها، حتى صوروا يومها كيف يبولون عليهم، فأين شهداء المقاومة وحماس الذين يواجهونهم في الميدان.
لا تشاهد في شوارع غزة ودمارها غير المسبوق عبر ما تنقله الفضائيات، خاصة “الجزيرة” إلا شهداء مدنيين لم يتم دفنهم وأشلاء تحت الركام يصعب إخراجهم، وبقايا جثث محروقة ومتفحمة، ومقابر جماعية يتم نبشها بوحشية لا يمكن لعقل أن يستوعب ما يجري.
ماذا تريد حكومة الحرب الوحشية الصهيونية من حفر هذه المشاهد في عقول البشر…
تريد أن تقضي على حماس والمقاومة، ثبت بالدليل الشرعي أن هذا من المستحيلات ولو استمرت الحرب سنوات.
تريد أن تستعيد أسراها المحتجزين، ثبت بالدليل الملموس أن هذا لا يمكن تحقيقه، ومن الواضح أنها تريد أن تقتلهم، فأصبح دم اليهودي الصهيوني غير محرم ولا ثمن له أيضا، وأن يكون ميتا أفضل من أن يكون آسيرا.
تريد أن تمسح غزة وتبيدها، هي حتى الآن فعلت ذلك بنسبة تزيد على 70 %، فحسب التقارير فإن الحياة أضحت صعبة بل مستحيلة في معظم قطاع غزة، وبشهادة المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، جولييت توما، التي قالت: إن “الوضع الحالي في غزة تقشعر له الأبدان”.
بعد التأجيل أكثر من مرة، وانتظار العالم كي تغير الولايات المتحدة الأميركية موقفها، تبنى مجلس الأمن الدولي “الجمعة” قرارا بتوسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة من دون وقف لإطلاق النار، مطالبا إسرائيل و”حماس” بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة…وذلك بعد الفيتو الأميركي الجديد….
بربكم؛ هل رأيتم عهرا أكثر من هذا….
الدايم الله….