أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – كاذب أشر النتن ياهو حول أهدافه من العدوان المستمر على قطاع غزة..
يريد أن يعيد أسراه أحياء كانوا أو أمواتا، ويريد أن يقضي على المقاومة ويفكك حماس، ويريد أن يعيد الهيبة لجيشه الذي انهزم في 7 اكتوبر، ويريد أن يطيل أمد الحرب ويوسعها، حتى يدمر قطاع غزة حتى تستحيل الحياة فيه، هذا ما يفعله عندما يدمر البشر والحجر ويمسح كل ما هو موجود على أرض القطاع، والشمال منه تحديدا.
يؤكد أصدقاء وأقارب في قطاع غزة، نزحوا أكثر من مرة منذ بداية العدوان، في اتصالات معهم، أن ما تشاهدونه عبر الصور والفيديوهات وعدسات المصورين وتقارير الفضائيات لا يعادل نصف أو ربع حقيقة ما دمره العدوان في قطاع غزة، فالدمار أكبر والكارثة أعمق وأوجع، وفعلا؛ القطاع لم يعد صالحا للحياة أبدا.
متطلبات الحياة اليومية الأساسية أصبحت في غير متناول اليد، والحصول على أقل الحاجيات يتطلب جهدا كبيرا وقد يكون مستحيلا في كثير من الحالات، المياه الصالحة للشرب نادرة، والاحتياجات من الغذاء والدواء بصعوبة كبيرة يمكن تأمينها، وقد زادت قساوة الشتاء وبرودة الطقس أوجاع الغزيين على أوجاعهم من التشرد والنزوح والإقامة كل أربع أو خمس عائلات في شقة واحدة بعضها تعرض للتدمير.
طبعا؛ الغزيين لا يوجهون سخطهم الآن على المقاومة، بل يدعون لها بالنصر، سخط الغزيين على الاحتلال البشع الذي دمر الحياة وأهان إنسانيتهم بشكل لا يصدق، والسخط الآخر على الأشقاء العرب الذين تركوهم في عز الأزمة يواجهون الكيان الغاصب بدمائهم وجثث أطفالهم ونسائهم.
لا يجاملون، بل يقولون الحقيقة أن دعم الشقيق الأردني هو المنفس الوحيد الباقي في سلسلة إدامة الحياة في قطاع غزة، فالمستشفيات الأردنية لا تزال تعمل بكل طاقتها برغم الظروف الصعبة، والمساعدات العينية التي تصل عبر الهيئة الخيرية الهاشمية، والإنزالات العسكرية بتوجيهات ملكية يقدرونها عاليا، مع علمهم بالأحوال العامة الصعبة في الأردن، لكنهم يقولون “هذا قدرنا وقدركم…”.
قطاع غزة المنكوب يحتاج في هذه الظروف إلى إدامة المساعدات والحاجيات التي تديم الحياة فيه، وسكانه يعلمون جيدا أن هدف حكومة الحرب والنتن ياهو هو دفعهم إلى التهجير إن لم يكن جبرًا بل طوعًا عندما تصبح الحياة ومتطلبات الأبناء مستحيلة، لكنهم برغم كل هذه الظروف متمسكون بأرضهم ووطنهم ولن يقعوا مرة جديدة في كارثة التهجير التي فرضتها المذابح والمجازر على الشعب الفلسطيني في سنوات سابقة.
في شوارع غزة تفوح رائحة الموت، فالجثث تحت الأنقاض بالآلاف، والجثث المتحللة بدأت تسحبها الأمطار إلى الشوارع، والمقابر العشوائية الجماعية تراها في مناطق عديدة، والمقابر المنبوشة من جرافات الاحتلال وصمة عار على جبهة أقذر احتلال في العالم، يضاف إليها هذه الأيام مشاهد آلاف الغزيين المعتقلين في ملاعب غزة مجردين من ثيابهم في عز الشتاء، بعضهم قال: إنه وكثيرون جردوا كما ولدتهم أمهاتهم، في أهداف صهيونية زرع الذل والقهر في نفوس الغزيين.
الدايم الله…