متى يهرب النتن ياهو من غزة ؟!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز –  من يرصد يوميات العدوان على غزة، ويراقب حركة حكومة الحرب الصهيونية وأحداثها  ويتابع قراراتها، يجد أن النتن ياهو يبحث عن التوقيت المناسب للهروب من “مقبرة غزة” مع أنه يزعم أن الحرب ستستمر أشهرًا.

تغريدة وزير الخارجية أيمن الصفدي، في افتتاح العام الجديد كانت أكثر من منشور وأبعد من تعليق حيث قال: “إن 2024 سيكون عام “الموت”، ما لم يتم إجهاض أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة والضفة”. موضحا “في 2023، أخضعت إسرائيل غزة لجرائم حرب مروعة ولم يفعل مجلس الأمن أي شيء لوقف ذلك”، مؤكدا أن الحرب “كشَّفَت النظام الدولي المبتلى بالمعايير المزدوجة”.

وأضاف الصفدي: “سيكون 2024 عام الموت أيضا، ما لم يتم إجهاض أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبقاء غزة مشتعلة، وإشعال الضفة الغربية، ولبنان، لجر الغرب إلى الحرب، وإنقاذ حياته المهنية”.

إعلان الجيش الإسرائيلي  بدء تقليص قواته العاملة في عدوانه على قطاع غزة “٥” إلى “٧” ألوية بعد ما يقارب ثلاثة أشهر للعدوان يكشف عن أن الهروب قريب.

والاقتصاد الاسرائيلي الذي أصيب بشبه الشلل منذ بدء العدوان يحتاج إلى خطط إنقاذ سريعة خاصة في مجال العُمّال، فمحاولات جلب عُمال من الهند والصين ودول أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا لم ينقذ الاقتصاد الإسرائيلي. وخطة تعويض العمالة الفلسطينية من سيريلانكا والصين والهند ومولدافيا فشلت أيضا، لأن حاجة إسرائيل تزيد على٣٥٠ ألف عامل للتخلي عن العمال الفلسطينيين من الضفة والقطاع.

أمر آخر يؤرق حكومة الحرب هو كلفة تسكين 200 ألف نازح صهيوني من سكان مستوطنات الشمال وغلاف غزة في فنادق ومنتجعات مدفوعة حتى نهاية شهر فبراير المقبل، وهم يرفضون العودة إلى مستعمرات غلاف غزة بعد النكبة التي حلت بهم في 7 أكتوبر.

صحيح أن المصاعب الاقتصادية التي قدرها مدير البنك المركزي الصهيوني قد تصل إلى 56 مليار دولار، ليست سوى عراقيل يستطيع النتن ياهو وحكومة الحرب تجاوزها، لكن الأمر الضاغط عليهم يتركز في الانقسام الواسع في المجتمع الصهيوني، والضغوطات الكبيرة من أهالي الأسرى والمحتجزين التي شلت تفكيرهم.

يبقى الأمر الأكثر دقة، هو العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية التي كشفت عنها كثير من المصادر أن الرئيس الأميركي بايدن منح حكومة الحرب الصهيونية حتى 15 يناير الحالي موعدا لإنهاء العدوان، وبكل المؤشرات فإن النتن ياهو لا يستطيع ان يغامر بقرار عدم الاستماع للرأي الأميركي لأنه بذلك يكون قد فقد السند الرئيس.

مقربون من النتن ياهو نصحوه بقراءة مذكرات خلَفِه الإرهابي الأول شارون الذي حزم أمره في 2005، وهرب ليلا من غزة، وتركها من دون اتفاقات ولا هدن ولا قرار بوقف العدوان، وهذا أقرب المشاهد السياسية أمام النتن ياهو.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مصدومون من التوقف المفاجىء للحرب!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – أستيقظ العالم صباح الثلاثاء على توقف مفاجىء للقتال …