أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ساعات ويدخل أبشع عدوان همجي في التأريخ الحديث يومه الـ 100، فلم يبق أمام الكيان الصهيوني من شيء يفعله من تدمير وإبادة ومسح وتهجير إلا وفعله في الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي لا يزال صامدا مؤمنا بأن هذه بلاده وأرضه ولن يتخلى عنها حتى لو عاش في العراء، وهو في الحقيقة يعيش في العراء تحت القصف البشع، وفقدان المأكل والمشرب، وفقدان الأمان، وفي برد كوانين وأمطار المربعانية.
في اليومين الماضيين خطفت جنوب أفريقيا الصورة وأضحت بالفعل الدولة المحترمة بسبب الذي تخوضه عندما جرّت الكيان إلى محكمة العدل الدولية بجريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فعل جنوب أفريقيا، فعل عظيم، يرفع مستوى الدول إلى دول محترمة تقدر الشعوب في ظل هبوط أخلاقي لمعظم دول العالم التي بقيت صامتة على ما يفعله الكيان الغاصب ضد الشعب الفلسطيني في أيام العدوان.
يحق لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن يفتخر بما فعلته دولته ويقول: إنه “لم يشعر قط بالفخر الذي يشعر به اليوم”، تعليقا على رفع بلاده قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. كما قال: “لن نكون أحرارا حقا ما لم يتحرر الشعب الفلسطيني أيضا”.
ليس انتقاصا من أهمية دولة محترمة كجنوب أفريقيا، لكن كعربي، أتساءل، هل كان الأمر صعبا على أية دولة عربية ان تقوم بما قامت به جنوب أفريقيا، وهل فعلا أننا كعرب لا نستطيع أن نتنفس بعيدا عن الرئة الأميركية حتى في مناصرة دمنا الذي يراق في الشوارع، وعِرْضَنا الذي استنجد بكل العرب والمسلمين ولم يفعلوا له شيئا.
أجمل ما تناقلته صفحات وفيديوهات وسائل التواصل الاجتماعي عن خلفيات فعل جنوب أفريقيا، أنه جاء ردا جميلا وتقديرا على الموقف المساند الذي قدمته منظمة التحرير الفلسطينية وقائدها المرحوم ياسر عرفات، الذي كان يدفع راتبا للمناضل نلسون مانديلا وزوجته عندما كان في السجن، كما كان يدعم عناصر الحزب في نضالهم ضد العنصرية التي عانت منها كثيرا جنوب أفريقيا .
ما تحمّله الشعب الفلسطيني في غزة، وما فعلته المقاومة الباسلة غيّرا الحقائق في العالم، وفي عالمنا العربي شئنا أم أبينا، فقد قدم الفلسطينيون درسا في الكرامة والنضال سيعيدان كتابة التأريخ من جديد، مهما كان حجم “الصهاينة العرب” بيننا.
قد يكون هذا الأسبوع حاسما في استمرار العدوان الصهيوني حيث يكشف عن مواعيد البت في التدابير المؤقتة (الطارئة) التي طلبتها جنوب أفريقيا من أجل حماية الفلسطينيين في غزة، ومنها وقف العمليات العسكرية والسماح بعودة النازحين “قسريا” وإدخال المساعدات الإنسانية فورا.
هذا أول نتائج المحكمة التي من رحمها ولدت دولة الكيان وبيدها ستموت بإذن الله…، وهذا سيدفع المقاومة الفلسطينية إلى أن تُهْدِي نصر 7 أكتوبر إلى دولة جنوب أفريقيا.
الدايم الله…