أميركا وإيران يتصارعان ونحن الوقود!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – استفاقت العاصمة السورية دمشق، وضاحية المزة تحديدا على انفجار عنيف بصواريخ صهيوينة استهدفت حسب المعلومات الأولية التي تم نفيها عملية اغتيال زعيم الجهاد الإسلامي زياد نخالة، ليتبين لاحقًا أن الشهداء هم “4” من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، أحدهم المطلوب الأول لدولة الاحتلال.

ليست المرة الأولى ولا العاشرة التي تتصارع فيها الولايات المتحدة وأذرعها، وإيران وأذرعها على أرضنا العربية، وللأسف شعوبنا هم ضحايا هذا الصراع.

اعتدت دولة الاحتلال عشرات المرات على العاصمة السورية ومدن الشام الحبيب لضرب عناصر إيرانية موجودة على الأرض السورية، ولا تفعل الدولة السورية سوى إعلان مقتضب عن عدوان صهيوني على الأرض السورية، وهي في الأصل عدوان صهيوني أميركي على إيران داخل الأرض السورية.

أخرج العدوان الصهيوني المستمر  مطارات سورية عن العمل عدة مرات وهي تبحث عن العناصر الإيرانيين الموجودين داخل الأرض السورية، ضمن وحدة الساحات ومقاومة المحاور.

بعد هجوم المزة خرجت الأصوات ذاتها عن توقيت ومكان الرد الإيراني، وهذا ما نستمع إليه دائما عن تهديدات إيرانية بعد كل عملية صهيونية إلى أنّ مَسْحَ إسرائيل عن الخريطة بات قريبا.

عشرات المرات أطلق زعماء إيران تهديدات بمسح الكيان الصهيوني صنيع الاستعمار البريطاني عن الخريطة، بعضها حدد 7 دقائق ونصف الدقيقة ويكون الكيان الصهيوني ممسوحا.

بعد طوفان الأقصى المجيد، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أكثر من مرة أن فتح “جبهة جديدة” ضد “إسرائيل” في الشرق الأوسط يعتمد على “تصرفات” الدولة العبرية في قطاع غزة.

لم يبق في غزة حجرٌ أو حبةُ رملٍ إلا وتلقى من العدو الصهيوني قنبلة أو شظايا تفجير، إبادة جماعية حقيقية أمام أعين الجميع، وبعضها على الهواء مباشرة، غير مئات الفيديوهات القاتلة التي تخرج برغم صعوبة الأوضاع، وحتى الآن لم نر فتح جبهات جديدة سوى مُشاغلات محدودة (محمودة) من قبل الحوثيين وحزب الله.

هل يمكن أن تخرج تصرفات الدولة العبرية أكثر مما تفعله الآن في غزة كي تفتح إيران أو من ينوب عنها جبهة جديدة؟!

هدد وكلاء إيران أنه إذا دخلت إسرائيل غزة فلن تترك المقاومة الفلسطينية وحيدة، وها هو الكيان الغاصب مسح قطاع غزة وحوّله إلى ركام بعد أن تم تدمير مدن ومناطق وأحياء كثيرة منه وتهجير سكانه إلى سيناء فهل كل هذا لا  يدفع إيران لفتح جبهة جديدة؟!.

لا أحد ينكر الدعم اللامحدود الذي تلقته وتتلقاه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد من قبل إيران، ولا أحد ينكر البصمة الإيرانية في العملية البطولية “طوفان الأقصى” في تعزيز وتطوير الأسلحة التي شاركت في العملية، لكن هل هذا يعني أن يترك الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أولا والمقاومة ثانيا  لحتفهما أمام بشاعة ممارسات الاحتلال ولا يكون لإيران موقف حاسم مما يجري؟!

للأسف؛ نقول أين إيران ولا نقول أين العرب ولا أين الأنظمة العربية، فلا أحد يقاتل الصهاينة والشيطان الأكبر أميركا في خطابها الإعلامي أكثر من إيران وأذرعها المقاتلة في لبنان وسورية وغيرهما، فهل تتخلى إيران عن حلفائها أو للدقة أذرعها أمام هذه الدموية غير المسبوقة التي تحدث في غزة بأيدي الصهاينة.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

قرار تأخر 79 عاما

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – برأي متطرف، أعتقد أن الدولة الأردنية تأخرت 79 …