قضية الأونروا.. ليتحملها العرب وأغنياء فلسطين!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – علقت 9 دول في مقدمها الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وكندا وفنلندا وإيطاليا وسويسرا وهولندا وألمانيا وبريطانيا، تمويلها للأونروا في أعقاب مزاعم “إسرائيلية” بِضلوع موظفين في الوكالة التابعة للأمم المتحدة  في الهجوم الذي شنته حماس على “إسرائيل” في 7 أكتوبر.

“إسرائيل” كعادتها بكل تأكيد تكذب وتُفبرك،  حتى وإن كانت المزاعم صحيحة، فإن 12 موظفا لا يمثلون الوكالة التي يعمل فيها 30 ألف موظف وموظفة ( 13 ألفا منهم في غزة وحدها)، يخدمون نحو 5 ملايين لاجىء فلسطيني، وهي الآن مثلما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني يواجهون الجوع في غزة”.

الحكاية “ليست رمانة بل هي قلوب مليانة”، وهذا التعليق يخدم كيان الاحتلال في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة، كما كان التهديد السنوي بوقف تقديم الدعم للوكالة ديدن بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة.

أزمة الأونروا مركبة، وليست وليدة هذا العام والعدوان على غزة، ففي كل عام ترفع الوكالة الصوت عاليا عن عجز يصل إلى نحو 100 مليون دولار سنويا في موازنة الوكالة، وتلعب أميركا وحلفاؤها بأعصاب إدارة الوكالة حتى يتم تأمين هذا المبلغ بعد مؤتمرات وتدخلات من الدول المعنية في استمرار عمل وخدمات الأونروا.

في هذا العام الفلسطيني / الغَزِّي بامتياز، وبعد ما أعادت المقاومة الفلسطينية العزة والكرامة للأمّتين العربية والإسلامية، ومَرّغَت أنف الكيان وقهرت جيشه الذي كان يدعي طوال 75 عاما أنه لا يقهر، على الدول العربية والإسلامية ذات الموازنات الفلكية أن تثبت حضورها  وتدعم القضية الفلسطينية وتتحمل  عجز الوكالة الذي لا يتجاوز 100 مليون دولار، إضافة إلى حصة التسع دول التي علقت تمويلها للوكالة.

هذا الأمر ليس فيه دعم مباشر للمقاومة الفلسطينية إذا كان هناك من الدول من لا ترغب في دعم المقاومة، هذا دعم للفلسطينيين الذين يعانون فعلا من الجوع والحاجة بعد الدمار البشع الذي لحق بهم من جراء العدوان الهمجي الذي يتعرضون له.

كما أن الأمر مفتوح أمام أصحاب رؤوس الأموال  من العرب والمسلمين، ومن الفلسطينيين خاصة أن لا يتركوا الوكالة التي هي عنوان حق العودة للشعب الفلسطيني تنهار وتنتهي مهماتها قبل أن يتحقق شرط تأسيسها.

طبعا؛ منذ 75 عاما، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي أُسِّسَت في (ديسمبر 1949) تشحد على الشعب الفلسطيني، التي وجدت لغوث اللاجئين، فاستمرت في توزيع الطحين والزيت، وأغمضت أعينها عن التشغيل والعمل، وأبقت على القليل من التعليم والطبابة.

وطبعا أيضا؛ فإن موازنة الأونروا كلها لا تساوي مبلغا صغيرا من المبالغ المالية الضخمة التي تم فيها تمويل الفصائل والمنظمات الإرهابية التي عاثت فسادا وتخريبا في العالم، ولا تساوي كلفة قصف ليلة واحدة من الليالي التي تعرض فيها قطاع غزة للقصف والتدمير الزلزالي الذي جرب فيه الصهاينة شتى أنواع أسلحة الدمار والقتل الجماعي الممنهج.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مصدومون من التوقف المفاجىء للحرب!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – أستيقظ العالم صباح الثلاثاء على توقف مفاجىء للقتال …