أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – أربعة أشهر (بالتمام والكمال) والعدوان البشع على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الفلسطينيتين مستمر بحصيلة ضحايا ارتفعت إلى 27,238 شهيدًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وعدد المصابين إلى 66,452 مصابًا، ونحو 10 آلاف تحت الأنقاض.
أربعة أشهر من العدوان، والعالم البشع صامت على كل ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية، حتى انعكست بشاعة هذا العدوان على وجه العالم البشع.
ليس صامتا فقط، بل معظمه مشارك وداعم في هذا العدوان، ولم يرفع أحد من الساسة حذاءه في وجه “إسرائيل” ومن يساندها.
أصوات قليلة تدعو لوقف العدوان، والأصوات الأكثر صامتة صمت أهل القبور، كأن هذا الدم والقتل والتبشيع كله يحدث في أفلام سينمية وليس في لحم ودم الفلسطينيين، الذين ما زالوا يأملون خيرا في العالم، ويصيحون: “وينكم يا عرب وينكم يا إنسانية..”.
طبعا؛ اصوات الشوارع الغربية وفعلها وابتكارها فعاليات مساندة للشعب الفلسطيني أفضل حالا من أصوات شوارعنا وعواصمنا العربية التي باتت تخرج مستنكرة رافضة العدوان فقط لمدة ساعة أو ساعتين بعد صلاة الجمعة وكفى المؤمنين القتال.
عالم بشع، وقياداته أبشع، فلِمقتل ثلاثة جنود أميركان قامت قيامة الإدارة الأميركية وهددت بالقصاص، فحركت أسراب طائراتها من ولاياتها التي تبعد عنا 10 آلاف كم لتقصف مقرات وأهداف في سورية والعراق واليمن.
ثلاثة قتلى تحركت من أجلهم أسراب الطائرات، أما 100 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود فلم تتحرك لحالهم أحاسيس ومشاعر العالم، وأدواته العسكرية.
يفكرون بمستقبل قطاع غزة ومن سيحكمه بعد الحرب، وهم يعلمون أن 80 % من بيوت وعمارات وشوارع ومؤسسات ومدارس ومستشفيات ومساجد وكنائس قطاع غزة دمرت ولم تعد صالحة للحياة.
يفكرون بالسلطة على الأرض، ولا يفكرون كيف سيعالَج أهالي غزة طبيا ونفسانيا وحياتيا، وكيف سيعودون إلى منازلهم التي دمرت وسويت بالأرض وكيف سيعيشون على أنقاضها وفوق رجوم حجارتها.
17 ألف طفل غَزّي بشهادة اليونيسف انفصلوا عن أسرهم، فمن الذي سيعالج ويرمم هذه الكارثة التي عطبت أجيالا كثيرة من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن حرموا من العام الدراسي إن كان في قطاع غزة المنكوب أو الضفة الفلسطينية المتوترة والمستباحة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة يوميا.
يفكرون ويتفاوضون، يوافقون ويتمنعون، على هدنة طويلة أو وقف العدوان من أجل 35 محتجزا، ويقسّمون المراحل لإخراج باقي المحتجزين عسكريين كانوا أم مستوطنين بعدد لا يزيد عن 200، ويشترطون للإفراج عن أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال، وكأن الاحتلال البشع غير قادر في أقل من أشهر على اعتقال أضعاف أضعاف من هم في السجون.
يا الله ما أبشع هذا الاحتلال، وما أبشع هذا العالم، وما أبشعنا نحن الصامتين على هذه البشاعات كلها.
الدايم الله…..