الأول نيوز – ذوقان عبيدات
طالما كتبت عن أن هناك فرقًا بين تسجيل الأهداف وبين تحقيق الأهداف!،
يرتبط تسجيل الأهداف عادة بدقة الأقدام، وقوة العضلات، وأخطاء الفريق الآخر! ولو زادت قوة دفاع الخصم ومهارة الحارس لقلّت فرص تسجيل الأهداف!
هذه إحدى بدهيات كرة القدم!
ولمن يسأل؛ وأنت ما علاقتك بالرياضة؟
أقول؛ أنا من أعد مع د توق تقرير تطوير الحركة الرياضية في الأردن عام ١٩٩٢.
ومن البدهي أيضًا أن الحركة الرياضية هي حركة تربوية بالدرجة الأولى، وقد جعلها بعض الإعلام الرياضي العالمي والمحلي أقرب إلى السادية التي تتلذذ بإلحاق الأذى “بالخصم”
والذي تسميه التربية ب”الشريك”!
(١)
تسجيل الأهداف وتحقيق الأهداف!
إذا كان تسجيل الأهداف مجرد قوة الهجوم وضعف الدفاع ؛ فإن ذلك يصف أدنى أهداف الرياضة وهو” التفوق” على الخصم ً. !
أما أهداف الحركة الأولمبية فهي؛
الأقوى
الأسرع
الأعلى
وهذه الأهداف لها معانيها التربوية الراقية، المتمثلة بُ:
-بناء القوة وحشد الإمكانات، وحسن إدارتها لتحقيق الأهداف.
— الأسرع تعني تخطيط الوقت وتنظيمه، والقضاء على ما يشتته، ولذلك نقول: لا تصرف وقتك على ما هو عاجل بل اهتمّ بما هو الأكثر أهمية! وهذا مبدأ إداري راقٍ
– -والأعلى يعني أن تترفع عما تفعله الغرائز والأقدام، وتنظر إلى القمم، وتغازل النجمات!
– هذه أهداف الحركة الاولمبية
كما وضعها المعلم- ”دي كوبرتن”-
إذن؛ تتحقق الأهداف حين يرتقي تفكيرنا، وتحسن إدارتنا، ونقدر قيمة الحق والخير والجمال، وبالمناسبة هي قيم رياضية أيضًا،
(٢)
بين فريقي الأردن وقطر
حضرت المباراة أمس بين جمهور غفير احتشد في بيت ابنتي كان مدرجًا كاملًا، ضم كل فئات المجتمع:
النساء والرجال، الأطفال والكبار، الشباب والكهول.
عائلات بأكملها، ضمّ الجدود والآباء والأمهات والأحفاد
الكل يشجع فريق الأردن! والكل كان يعرف أن المباراة ليست بين قطر والأردن، بل بين منتخبي كرة القدم، وليس بين اقتصادي البلدين، أو بين نظامي الإدارة فيهما وليس بين الأخلاق القطرية والأخلاق الأردنية
ولذلك كان التشجيع رياضيًا، خاليًا من أي تهمة للطرف الآخر، بالطبع ارتفع الفرح حين سجل منتخبنا هدفًا رائعًا، وانكمشنا قليلًا وكثيرًا بعد أهداف منتخبهم!
هذا سلوك طبيعي لمن يرى الرياضة :
-نشاطًا استثمازيّا لا استهلاكي.
-نشاطًا تربويُا لا عدوانيُا
-نشاطًا بنائيُا لا هدميّا!
كم اندهشت حين كان مدرب منتخبنا هادئا،
هذه صفات القيادة الفاعلة!
(٣)
كلام المسؤولين وكلام….
لم أجد وصفًا لكلام غير المسؤولين، لكني أنقل الكلام المسؤول؛
-فاز منتخبنا بكسب قلوبنا.
-تقدمنا وارتقينا رياضيًا.
-تفوقنا على ذاتنا.
قال الملك؛ كنتم محط أنظار الجميع، أداءّ مميز!
قالت الملكة: ما خسرتم بل فزتم بقلوبنا واحترامنا.
قال ولي العهد؛ أفرحتم صغارنا وكبارنا.
وكالعادة غابت تصريحات المسؤولين في رياضتنا في الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات.
هذا كلام المسؤولين؛ لم يتكلموا عن قطر والأردن، بل تكلموا عن فريقنا!
لم يشتموا الحكم، ولم يستحضروا ما قاله عباس عن الصين!
نعم! أظهرت المباراة محللين رياضيين ” استراتيجيين ” وهم معظم الناشطين على وسائل الاتصال. قالوا في الحكم ما قاله مالك في الخمرة!
هذا لا يعني أن “حكام” كرة القدم معصومون ك”حكام الدول العربية”. فالحكام يخطئون بالتأكيد، مع أن بعض نشطائنا
لديهم أدلة على مقدار ما أخذه الحكم من رشوات عبر التاريخ!
ملاحظة:
أعجبتني مقالة داودية عن المباراة!
فهمت علي؟