بوعزيزي واشنطن “الحرية لفلسطين” !

أسامة الرنتيسي –

الأول نيوز – ما فعله طارق الطيب محمد البوعزيزي (29 مارس 1984 – 4 يناير 2011)، الشاب التونسي الذي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد عربة كان يبيع عليها الخُضَر والفواكه لكسب رزقه، والتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها، أقدم على ذا الفعل أحد أفراد الجيش الأميركي بحرق نفسه أمام مقر سفارة الاحتلال الصهيوني في واشنطن، يوم الاثنين في عمل احتجاجي على الحرب على قطاع غزة.
البوعزيزي التونسي أضرم النار في نفسه لظلم خاص وقع عليه، أما بوعزيزي واشنطن آرون بوشنل البالغ من العمر 25 عاما فقد أضرم النار في نفسه حسب قوله “لن أكون متواطئًا بعد الآن في الإبادة الجماعية”.
وأضاف وهو في طريقه نحو مبنى السفارة “سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالموازاة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم”، ثم أضرم النار في نفسه وهو يصرخ “الحرية لفلسطين” مرارًا وتكرارًا حتى توقف عن التنفس.
“جاء في إنجيل يوحنا: “في البدء كانت الكلمة”. لكن محمد البوعزيزي أكد في تونس أن “في البدء كانت النار”، وها هو أرون بوشنل يعيد الآية من جديد.
ما أحدثه فعل بوعزيزي تونس كان كبيرا، حيث جاء بالربيع العربي في عديد الدول العربية قبل أن يسرق ويتحول إلى خريف، غير أنظمة كانت بعيدة المنال في التغيير، لأن ثورات الشعوب تبدأ هكذا، تأتي في توقيتها الخاص، من دون انتظار أو توقع، وعندما تصبح ممكنة تنطلق ولا يوقفها أحد. نعم قد تسهل قراءة ممهّداتها، لكن من الصعب التحكم بانطلاقتها أو نتائجها.
أما فعل بوعزيزي واشنطن فسيحدث فارقا في الولايات المتحدة وفي موقفها من العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، حتى لو زعمت قيادة الجيش الأميركي أن أرون بوشنل يعاني من أمراض نفسانية، فإن رسالته وطريقة فعله بالحرق وأمام سفارة الكيان الغاصب ستحفر كثيرا في المواقف مما يجري في فلسطين المحتلة.
الدايم الله….

عن Alaa

شاهد أيضاً

مأساة التوجيهي متى تنتهي؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – حزنت كثيرا لأجل الصديق وزير التربية والتعليم الدكتور …