150 يومًا على العدوان!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – حتى دهاقنة الكهنة، لم يتوقع أحد منهم أن يستمر العدوان الصهيوني الوحشي على شعبنا في قطاع غزة 150 يومًا لترتفع حصيلة الشهداء إلى 30534 شهيدا و71920 جريحا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.

المعركة الحقيقية انتهت في السابع من أكتوبر، وانهزم الجيش الذي لا يقهر، ولطمته المقاومة على وجهه وكسرت شوكته، وما جرى بعد ذلك جاء انتقاما وحشيا بسبب ذلك اليوم الملحمي، وسيستمر العدوان زمنا طويلا حتى لو توقف بهدنة قبل شهر رمضان، أو ضغطت الولايات المتحدة التي تَغيّر خطابها إلى ضرورة وقف إطلاق النار، على لسان نائبة الرئيس.

في سنتي الكورونا تغيرت معالم العالم، وتغير السلوك الجمعي، لكن بعد 150 يوما على العدوان والمجازر على قطاع غزة، تغيرت أنفس البشر، مرضت من لم تحتمل كل هذه الوحشية، وانعطبت نفسيات كثير من أبناء الإنسانية من جراء المجازر التي لم ترتكب في تأريخ البشرية بالبشاعة التي تمارسها قطعان جنود جيش الاحتلال.

بعد 150 يوما من العدوان لم يبق في غزة حجرا على حجر، ومن شاهد فيديو مُصوَّر لطيار أردني سجل مواقع كثيرة من غزة بعد إسقاط المساعدات على أهالي الشمال يلاحظ أن الدمار شاملا، ولم يبق منزل أو عمارة إلا وطالتهما قذائف الجيش الصهيوني، بكل حقد ودمار ليتحول القطاع عموما إلى مكان لا يصلح للحياة البشرية.

بعد 150 يوما من العدوان، تغيرت حياة الغزيين، الذين نزحوا بدل المرة مرات، وحاولوا أن يتحاشوا وحشية الاحتلال بالبحث عن مناطق آمنة، لكن هيهات هيهات، فحتى من كان يجري لاهِثًا للحصول على كيس طحين قُتِل بأبشع صور القتل، وفعلا لم يعد هناك مكان آمن في غزة لا تصله مجازر العدو الصهيوني.

لو توقفت آلة القتل اليوم قبل الغد، فلن ترتاح أنفس وأرواح الغزيين سنوات طوال، فمن عاش يوميات المجزرة لن ينساها مدى الحياة، وحتى من عاش المجزرة عبر شاشات التلفزة والصور الحية، لن ترتاح مخيلته لسنوات عديدة، فما وقع في غزة لشعبنا الفلسطيني يفوق الخيال، ومن يقول إنه فقط رد على ملحمة 7 أكتوبر يكون مُخطئًا لأن الوحشية التي تمارسها قيادة الكيان الغاصب غير مسبوقة ولم يشهد العالم لها مثيلا ، ولا في الهولوكوست المزعوم.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

دين أبوهم اسمه إيه؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – بينما العالم يقف على رؤوس أصابعه  متابعًا ضرب …