يوم الأرض والتحذير من مخططات التهجير

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – يحيي الفلسطينيون وأحرار العالم، السبت 30 آذار/ مارس، الذكرى الـ 48 ليوم الأرض والعدو الصهيوني مستمر في عدوانه البربري الهمجي على قطاع غزة والضفة الغربية، وبعد 173 يوما ارتفعت حصيلة الضحايا منذ  7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 32226 شهيدا و 74518  جريحا.

فيما انفرجت الأسارير قليلًا بعد قرار مجلس الأمن، يوم الاثنين، وبالدور المحوري للجزائر في مساندة القرار وإقراره، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية أفرغت القرار من محتواه، فأُضيف إلى قرارات أممية سابقة وضعت على الرف، وبقي قرار النتن ياهو وحكومة الحرب الصهيونية هو الدائم، بعد أن رفض الاعتراف بكل المطالبات والقرارات الأممية، كأنه سيد العالم وحاكمه الفعلي.

على وقع المعجزة التي أطلقها ذات لحظة الشاعر المبدع المرحوم محمود درويش الذي يحيى في قلوب محبيه ولا تزال ذكراه تتردد على ألسنتهم، صرخته الشهيرة: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” يُحيي الفلسطينيون يوم الأرض برغم كل ما يتعرضون له من مجازر وإبادة جماعية، ليس تكريسا للذكرى، بل رسالة إلى كل واهمٍ أن الأرض يمكن أن تتبدل يوما ما.

تمر ذكرى يوم الأرض، ويتذكر الفلسطينيون وعود القمم العربية بتقديم الدعم للقدس والمحافظة على عروبتها، ويتذكرون نصف المليار الذي وعدت به “قمة سرت زمن القذافي” في حين أنفق الصهاينة ما لا يقل عن 14 مليار دولار على مدار العشرين سنة الماضية لتهويد القدس!.

إن تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وفي القدس تحديدا، يحتاج من العالمين العربي والإسلامي أكثر مما قدموا وأنفقوا.

القدس بحاجة لتعزيز صمود أهلها، ودعم المؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية وتعمير البيوت، ويجب ألا يبقى دعم صمود القدس شعارا غير مطبّق على الأرض. وهذا ما أكده الملك عبدالله في لقائه – يوم الثلاثاء – مقدسيين بأن الأردن مستمر في دعم وتمكين الأشقاء الفلسطينيين في صمودهم على أرضهم وفي بيوتهم ومقدساتهم، ودفاعهم عن القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، رافضا مخططات التهجير المزروعة في العقل الصهيوني.

القدس تحتاج إلى موازنة جديدة، للإعمار والإسكان والاستثمار، في مواجهة التهويد والاستعمار الاستيطاني، وحماية عروبة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعزيز صمود أبناء القدس في أرض القدس.

القدس والحالة الفلسطينية، تحتاجان إلى إنهاء أي تدخلات عربية سلبية في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وما يترتب عليها من تعميق وتجذير الانقسام.

إن أخطر ما في الهجمة الصهيونية الحالية في توسيع الاستيطان والتهويد أنها باتت تستهدف الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس، لتحويلها إلى مشروعات مستوطنات يهودية.

تكشف إحصائية مؤلمة، عن أنه لم يتبق للفلسطينيين في فلسطين ٤٨ سوى مِلكية نحو 5 % من الأراضي. إزاء هذا الواقع، والموقف العربي الباهت لحماية القدس، على الفلسطينيين أن يتخلصوا من الذرائع التي تطلق هنا وهناك،  لتسويغ إدامة الانقسام وطرح اقتراحات تحت مسمى مساعي استعادة الوحدة، وهي في حقيقتها لا تزيد عن أنها ترسيخ للانقسام، بما يضع الحالة الفلسطينية في مجملها على حقل ألغام يمكن أن ينفجر عند أي احتكاك إعلامي أو سياسي.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

قرار تأخر 79 عاما

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – برأي متطرف، أعتقد أن الدولة الأردنية تأخرت 79 …