لا تحرفوا البوصلة ولا تضخموا الهتاف!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – مَنْ يحرف البوصلة ملم عن الإبادة التي تقع في غزة وفلسطين عموما، مخطىء تماما، فالصورة الإعلامية التي نجحت فيها فضائية “الجزيرة” في نقل ما يحدث في غزة في حرب الإبادة يجب أن تستمر ولا تنقل الصورة والتغطية والبث إلى مواقع أخرى وتظاهرات تضامنية يجب أن تبقى مع غزة فقط.

لليوم السادس يخرج أردنيون بالآلاف إلى محيط السفارة الصهيونية المغلقة في منطقة الرابية للتضامن مع أهلنا في غزة، تقول مصادر إعلامية وحزبية أنهم تجاوزوا العشرة آلاف متظاهر، فيما تقول مصادر أمنية أنهم نحو أربعة آلاف…ما علينا.

لا يضير الموقف الأردني الرسمي الداعم الأول للموقف الفلسطيني والمنادي في المحافل كلها وفي عقر البيت الأبيض نفسه بوقف العدوان، أن تبقى التظاهرات في شوارع المملكة كلها، فالدم الفلسطيني هو الشقيق الفعلي للدم الأردني في البادية والقرى والمدن والمخيمات، وستستمر تظاهرات التضامن ما دام العدو الصهيوني مستمر في عدوانه ومجازره.

لا يزاود أحد على وطنية المتظاهرين والمعتصمين في الرابية، ولا يزاود أحد على وطنية رجال الأمن الموجودين في المكان لحماية المتظاهرين، ولا يضخم أحد هتافا خرج من مجموعة معروفة جيدا لمماحكة مسجات الدولة، فالدولة وسيادتها وعرشها وأجهزتها أكبر من أن يهزها هتاف ساذج كان على القائمين والداعين إلى هذه الاعتصامات والوقفات أن لا يسمحوا به، وإن خرج من أحد أن يرفضوه بالوسائل كافة، ولديهم القدرة على ذلك من الوسائل الإعلامية والجماهيرية.

الدعوات والمطالبات بإلغاء اتفاقية وادي عربة، أو فتح الحدود، دعوات سياسية موجودة منذ توقيع المعاهدة، وإن استمرت فلا ضير في ذلك، وفيها رأيان، فهناك من يعتبرها الخيط الباقي لإدامة الدعم وإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف الصعبة، وهناك من يعتبر إنجازها ضربة للكيان الصهيوني، فلنتحمل الرأيين في هذه الظروف ولا يزاود أحد على أحد في قضية الوطنية فالكل  الأردني مع الحق الفلسطيني، ويا ريت أن الموقوفين العربي والإسلامي قريبان من الموقف الأردني المعلن والواضح الداعم للحق الفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني.

أية محاولة احتكاك بين متظاهر ورجال الأمن، لن تفيد غزة بشيء، بل تحرف البوصلة عنها، وتجذب كاميرات الإعلام إليها وتصبح هي القضية، فالمتظاهرون متحمسون جدا لفعل أي شيء للأهل في غزة، ورجل الأمن تعب كثيرا في وقوفه في الشوارع منذ بداية العدوان على غزة بعد 7 أكتوبر، وقلبه يتقطع أيضا على ما يشاهد من مجازر  للأهل في غزة، فلا مصلحة لأحد – إلا من يريد حرف البوصلة – أن تقع المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن وأن يتم الاعتداء على الممتلكات، فإن حصلت فوضى في الأردن لن تكون في مصلحة الفلسطينيين وإنما في مصلحة  الصهاينة المحتلين.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

قرار تأخر 79 عاما

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – برأي متطرف، أعتقد أن الدولة الأردنية تأخرت 79 …