الاردن ماذا بعد؟!

طلال صيتان الماضي * –

 

الأول نيوز – المتابع باهتمام وموضوعيه للمشهد السياسي في العالم والمنطقة يشهد الموقف الاردني الواضح والجلي قيادهً وشعباً وحكومهً بتناغم عز نظيره في كل الدول المعنية سواء عروبياً او انسانياً وهذا من باب الواجب الاخوي المفروض علينا في الاردن والذي ارتضيناه وفي كافه المستويات ان نكون جزءا من مشروع التحرير وبقيت القضية الفلسطينية همنا الاول والاخير.

لاحظت كما غيري ظهور بعض الاصوات النشاز والتي جل مصدرها ان لم يكن كله من الوحده ٨٢٠٠ التابعة للموساد الاسرائيلي التي عاثت بمجتمعاتنا فتنناً وفساداً ووجدت لها بيئة حاضنة للأسف ساهمت في نشر السموم في اجوائنا الوطنية الشريفة.

فالذي ينظر لنصف الكأس الممتلىء – بالرغم ان كأسنا في هذا المرحله يقارب الامتلاء- سيجد موقفاً عز نظيره كما اسلفت فالاردنيين يعبرون عن غضبهم وعن تعاطفهم منذ اكثر من ١٥٠ يوماً بالاضافه الى صلواتهم ودعائهم في وقت حُرمت الشعوب العربيه في كثير من الدول من التعبير عن ارائها او بيان تعاطفها خوفاً من جبروت السلطه وهذا بحد ذاته وصمه عاراً على من يمارس تلك التصرفات بحق شعبه .

فالاردنيون وانا واحد منهم نخجل ان نعدد ما عملنا او ما سوف نعمل لانه الجهد الذي نقوم به هو جهد المقّل اتجاه اخيه وهذا الجهد لا يعبر عنه في اي لغه كانت لان العلاقه الاخويه اكبر من ان تكون موضوع مزايدات او تسجيل مواقف.

تقاسمنا مع اشقائنا الفلسطينيين لقمه العيش والارض والهواء وتصاهرنا وساهم اخواننا في بناء الاردن ايما مساهمه حتى اصبحنا جسداً وروحاً واحده وكان لابد لهذه العلاقه المميزه ان تكون هدفاً لاعدائنا الذين لم يفوتوا فرصهً لتحريك المياه الراكده وشيطنة المواقف الاردنيه وفي كافه المستويات والذي يتنافى مطلقاً مع مبادىء الشهامه والعروبه التي تعتبر ملهماً لابناء الوطن.

فمقاربات السياسة الاردنيه محكومه بمساحه مناوره ضيقه الا ان الاردن استنفذ تلك المساحه منذ بدايه العدوان الغاشم وبقي التصعيد الطردي في الموقف الاردني هو عنوان المرحله حتى وصل الى مشاركه جلاله الملك في عيد جلوسه الفضي على العرش والتي سبقها مشاركات سمو ولي العهد وسمو الاميره سلمى في الاشراف المباشر على عمليه الانزال الجوي التي نفذها جنودنا وطيارينا البواسل وهاهي بعض الدول الشقيقه والصديقة تنسق مع الاردن في جهده الانساني بالاضافه للجهد الدبلوماسي لمحاوله ايجاد حلولاً لمحنه الاهل في غزه والضفة الغربية . ولا ننسى ايضاً الموقف الشجاع لجلاله الملكه في تناول الحدث بلغه واضحه وجريئه ساهمت في تغير الصورة على المستوى العالمي.

ارحمو الاردن يا من تدعون حب فلسطين فقوه الاردن هي القوه الحقيقيه وربما الوحيده ولن يكون الانتصار للقضيه على حساب امن الاردن واستقراره والاساءه لمؤسساته الوطنيه ونظامه السياسي الذي يشكل حاله اجماع غير مسبوقه عند ابناء الوطن.

عندما تكون الاساءه للعرش ومؤسسات الدوله تأكدوا تماماً بان الانحياز الوطني سيكون واضحاً للحفاظ على وطننا وعلى مؤسسه العرش وعلى اجهزتنا الامنيه ولن نقبل تهمه التخوين من اي كان لان ذلك لن يتعارض مع الاخلاص للقضيه الفلسطينيه وعن شعورنا ومشاعرنا التي ترجمناها ونترجمها حباً ووفاءاً لمشروع التحرير الوطني في فلسطين ومد يد العون والمساعده للاهل في معاناتهم .

ان وضع الاردني بخيار غريب بين الوقوف مع حاله الانفلات التي ارتفعت وتيرتها بالايام السابقه وبين مؤسسات الوطن وابنائها الذين لا يقلون شرفاً وحميهً عن مدعي حب فلسطين فاننا سنكون مع الاردن الوطن والاردن النظام والاردن الجيش والاردن الاجهزه الامنيه وليذهب للجحيم من يحاول ان يختبر صبرنا ومرونتنا في اعطاء الفرص لعل الله يحدث امراً.

 

*عضو مجلس الاعيان الاردني

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

سندويتشات ذوقان ليوم الجمعة

 د. ذوقان عبيدات – الأول نيوز –   (١) أسئلة التوجيهي تتفاوت اتجاهات الطلبة نحو …