الأربعاء , مايو 15 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

الكويت.. انتخابات “أمة 2024” “تصحيح المسار”

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – يتوجه الكويتيون صباح اليوم الخميس إلى صناديق الاقتراع في انتخابات مجلس الأمة الكويتي وقد أغلق باب الترشح على إجمالي 255 مرشحا ومرشحة، حيث بلغ عدد المرشحين 241 مرشحا والمرشحات الإناث 14.

النواب السابقون في طليعة المرشحين للانتخابات الكويتية ” أمة  2024″، من أبرزهم رئيس المجلس السابق المخضرم التسعيني أحمد السعدون، والبرلماني الكويتي الذي حظي بإعجاب عربي كبير لمواقفه القومية مرزوق الغانم، ومجموعة شباب مؤمنة بالتغيير والاصلاح والمستقبل.

تفرض الحياة السياسية والتجربة البرلمانية الكويتية احترام الجميع، وقد يكون الشعب الكويتي من أكثر الشعوب العربية الذي يذهب إلى صناديق الاقتراع، فكلما اختلفت الآراء وتطلبت المرحلة والقضايا الكبيرة في الحياة الكويتية طبقة سياسية جديدة، يلجأ الحكم في الكويت إلى صناديق الاقتراع لتجديد الحياة السياسية، وتصحيح المسار مثلما قال المرشح مرزوق الغانم.

في الكويت الآن قضايا مفصلية عديدة، أبرزها قضية التجنيس العشوائي التي جاءت كثيرا في برامج المرشحين، لكن الجميل في الحياة السياسية والبرلمانية الكويتية أن لا أصوات تدعو لمقاطعة الانتخابات حتى وإن  كانت غير متشجعة للانتخابات، وتركز أغلب برامج المرشحين على محاربة الفساد، وضرورة تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الكويت مع المحافظة على الهُوِيّة الوطنية.

منعتني سنوات الكورونا اللعينة من زيارة الكويت التي أمضيت فيها نحو ثلاث سنوات من نهاية عام 2007، حتى منتصف عام 2010، وأزورها كلما سنحت الفرصة، ولي فيها من الأصدقاء الحميمين، والأقرب إلى القلب والنفس، أتواصل معهم باستمرار، وقد غيب الموت  أعز الأصدقاء الصحافي والشاعر الجميل سعد المعطش أبو صالح رحمه الله، لكن يبقى الشوق دائما للقاء الصديق البرلماني التقدمي الدكتور محمد عبدالجادر، والمفكر الكويتي / العربي الدكتور محمد الرميحي، وأصدقاء وصديقات كثر لهم في القلب معزة.

محبو الكويت والقلقون على تجربتها يعرفون الحكمة المتزنة والدبلوماسية الهادئة التي تتمتع بها القيادة الكويتية، والسياسة الهادئة في تضميد الجراح الخليجية والعربية والعالمية.

فلولا المبادرة الكويتية والسياسة الناعمة لانفجرت الأزمة الخليجية، وتوسع الشقاق إلى ما لا تحمد عقباه.

ولولا الدبلوماسية الكويتية الهادئة المتزنة لانفرط عقد العرب في اجتماعهم الأخير في الكويت في القمة العربية “قمة التضامن” قبل سنوات في إثر الخلاف حول سورية ومَن يمثلها في القمة، بعد أن انقسم العرب عربين، كل يريد النار إلى قُرصه.

والكويت صمام أمان في الموضوع الفلسطيني ورفض التطبيع، ففلسطين لا تغيب عن الدور الإنساني والسياسي في العمل الدبلوماسي الكويتي، والدور الذي لعبته الكويت في مسار القضية الفلسطينية لا يختلف عليه اثنان، فعلى أرض الكويت أُسّست منظمة التحرير الفلسطينية، فكانت الكويت حاضنة للعمل الفلسطيني السياسي والشعبي.

يكفي أن الكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لديها برلمان منتخب، ودستور متقدم، وإعلام مستقل، وسلطات برلمانية تسمح باستجواب أي مسؤول.

لا أخفي إعجابي الدائم ببساطة وحزم إدارة الحكم في الكويت، فقبل سنوات وفي أثناء استقبال المرحوم الشيخ صباح الأحمد شخصيات سياسية أردنية من وزن طاهر المصري (أطال الله عمره) والمرحوم فايز الطراونة بادرهم بالسؤال: يا جماعة الخير.. ما الذي يحصل في عالمنا العربي؟. طبعا المسؤول ليس بأعلم من السائل صاحب الخبرة الطويلة في العمل السياسي والدبلوماسي والدُّولِي، لكنه سُؤالُ الغصة الذي يجرح الحلق والصدر، فكيف هي الحال الآن بعد الذي جرى ويجري في غزة الجريحة.

الدايم الله…..

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

حتى لا يعود “نواب السايلنت”!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – أكثر نتائج مركز الحياة (راصد) لفتا للنظر، وجود …