الأول نيوز – احتفظت المعارضة في الكويت بغالبيتها في مجلس الأمّة، عقب الإعلان الرسمي فجر الجمعة عن نتائج رابع انتخابات برلمانية خلال أربع سنوات والأولى في عهد أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأُغلقت مراكز الاقتراع عند منتصف ليل الخميس الجمعة، بعد 12 ساعة خصصت لعملية الانتخاب التي بلغت نسبة المشاركة فيها 62,10 بالمئة من الناخبين البالغ عددهم 835 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء، بحسب وزارة الإعلام.
وبحسب النتائج الرسمية التي نشرتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، فقد أبقت المعارضة على مقاعدها الـ29 من أصل 50، وحافظ 39 نائباً من مجلس الأمة المنحل على مقاعدهم وغالبيتهم من الإسلاميين، بينما خسر ثمانية نواب سابقين تمثليهم النيابي.
وبعث الأمير الشيخ مشعل الأحمد، ببرقيات تهان للفائزين بعضوية مجلس الأمة 2024 عبر فيها سموه عن خالص تهانيه بالثقة التي أولاهم إياها المواطنون الكرام بانتخابهم لعضوية مجلس الأمة، سائلا سموه المولى تعالى أن يوفق الجميع لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة لخدمة الوطن العزيز والإسهام في رقيه وتطوره ورفعة شأنه.
وأسفرت النتائج النهائية الرسمية لانتخابات أمة 2024 عن تصدر النائب أسامة الزيد في الدائرة الأولى بـ 4936 صوتاً، فيما جاء أولا في الدائرة الثانية النائب مرزوق الغانم بـ 8295 صوتاً، وجاء النائب د.عبدالكريم الكندري في صدارة الفائزين في الدائرة الثالثة بـ 9428 صوتا، وحلّ في المركز الأول في الدائرة الرابعة النائب شعيب المويزري بـ ١٥٦٦٣ صوتا، فيما جاء في صدارة الدائرة الخامسة النائب فهد فلاح بن جامع بـ 16469 صوتا.
فيما احتفظت النائبة د.جنان بوشهري بمقعدها في الدائرة الثالثة بعد ان حصدت ٤٩٧٦ صوتا وحلت بالمركز التاسع.وجاءت نسبة التغيير في مجلس 2024 مقارنة بالمجلس السابق 22%، حيث دخل مجلس 2024 ثمانية نواب جدد وعاد ٣ نواب من مجالس سابقة، وجاءت نسبة اقتراع الناخبين 62.1% وفق ما أعلنته وزارة الإعلام.
وشمل التغيير 11 معقداً، فاز باثنين منهما عضوان في حركة العمل الشعبي المعارضة التي يقودها النائب السابق والمعارض مسلم البراك.
وبالتالي لا يختلف البرلمان الجديد كثيراً عن البرلمان السابق، إذ شهد أيضاً عودة كل من رئيسي مجلس الأمة السابقين مرزوق الغانم وأحمد السعدون.
وقال أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت بدر السيف لوكالة فرانس برس إنه “لم يكن من المتوقع حدوث تغيير جذري في النتائج”، معتبراً أن “هذه واحدة من أدنى نسب التغيير”.
ويشير التغيير الطفيف في البرلمان بعد التصويت الأخير إلى أن المأزق السياسي سيستمر، بحسب سيف الذي رأى أن “هناك مواجهة جديدة في طور الإعداد”.
وكشفت النتائج تصدر النائب عبد الكريم الكندري قائمة نواب الدائرة الانتخابية الثالثة من حيث الأصوات، إذ حقق أكثر من 9 آلاف صوت.
كان أمير الكويت قد حلّ مجلس الأمة منتصف شباط/فبراير الماضي بسبب إساءة له خلال جلسة برلمانية، تضمّنها رد النائب الكندري على خطاب للأمير اتهم فيه البرلمان والحكومة بالإضرار بالبلاد.
وفسر الوزراء تصريحات الكندري حينها على أنها إهانة ضمنيّة للأمير الذي طالب في خطاب أداء اليمين بتحسين أداء السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وهذه ثاني انتخابات تنظّم خلال شهر رمضان منذ بدء الحياة السياسية في الكويت ورابع انتخابات برلمانية في أربع سنوات. كما تجري بعد أقل من عام عن آخر انتخابات أفضت إلى فوز قوى المعارضة بغالبية المقاعد.
وشهدت الكويت منذ بدء الحياة البرلمانية فيها قبل 61 عاماً حلّ مجلس الأمة 12 مرّة، وخلّف تكرار الحلّ وإجراء الانتخابات خلال السنوات الماضية حالة من الإحباط لدى الكويتيين.
وأظهرت النتائج أيضاً فوز ثمانية نواب شيعة، فيما حصدت الحركة الدستورية الإسلامية مقعداً واحداً وخسرت مقعدين، بينما فاز التيار السلفي بتسعة مقاعد، واحتفظت جنان بوشهري بمقعدها امرأة وحيدة في البرلمان.