أيمن سلامة –
الأول نيوز – ما برح المحتل الإسرائيلي الغاصب يكشف عن “نفاق الإنسانية ”،ويؤكد ازدواجية المعايير التي يتبناها الغرب الأبيض و في الصدارة منه الولايات المتحدة ، التي ما برحت تؤيد المحتل على كافة الأصعدة العسكرية و السياسية و الدبلوماسية و الاستخباراتية .
في عين الوقت و المكان لا يخجل المعتدي الصهيوني نتنياهو عن الاستعلاء العنصري المقيت و القومية الصهيونية البغيضة ، حين يتأسف لمقتل الأبرياء من عمال الإغاثة للمطبخ العالمي ، ولا ترتعد له فريصة أو يكتم له شهيق أو زفير تجاه الضحايا الفلسطينيين الشهداء و الجرحى الذي ناهز عددهم 100 ألف حتي كتابة هذه السطور ، وكأن الفلسطينيين المكلومين المغدورين ليسوا أيضا ” أبرياء ”
لقد تحركت الدول و المنظمات من فورها و أبدت التعاطف مع هؤلاء حصرًا، فيما بقية الضحايا والأبرياء في غزة الذين أريقت دماؤهم سيولا على مدى أكثر من ستة أشهر، لم يحظوا بلفظة ” الإدانة ” للمعتدي الإسرائيلي إلا ما ندر .
جلي أن إسرائيل عجزت عن كبح سُعارها ،وخمد رعبها ، فلم تتوقف ولو طرف عين عن حصد الفلسطينيين بمناجل الإبادة ، ودون وجل أو خنوع أو هوادة ، فصار القتل دون حساب ، ولا يرهب إسرائيل في ذلك ثمة رهاب .
بَدهي وعُرفي يعد واجب احترام وحماية عمال الإغاثة الإنسانية أثناء النزاعات المسلحة مسلمة شرعية وقانونية ، وقبل إصدار كافة المواثيق الدولية للقانون الدولي الإنساني ، الذي تأسس من أجل حماية المدنيين العزل ، وهؤلاء العمال الإنسانيين الذين قضوا علي يد إسرائيل السوداء الدهماء يعدوا ثلة من عمال الإغاثية المغدورين في غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي .
إن احترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية هو نتيجة طبيعية لحظر المجاعة ( القاعدة العرفية رقم 53)، فضلاً عن القاعدة التي تقضي بوجوب جمع الجرحى والمرضى ورعايتهم
( القواعد العرفية رقمي 109-110)، والتي تنطبق في الحالات التالية: النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.
وبموجب المادة الثامنة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يعد تعمد توجيه الهجمات ضد الموظفين المشاركين في مهمة المساعدة الإنسانية وفقًا لأحكام الاتفاقية، طالما أن هؤلاء الأفراد يحق لهم التمتع بالحماية الممنوحة للمدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي .
هناك العشرات من كتيّبات الدليل العسكري للدول الأعضاء في اتفاقيات جينيف عام 1949 ، التي توجب الالتزام باحترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية.
تغافلت إسرائيل عن المبادئ التوجيهية التي أصدرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي ، وذكرت اللجنة حرفيا عن ممارسات إسرائيل ما يلي:
“إن سياسة جيش الدفاع الإسرائيلي هي التعاون مع الوكالات والمنظمات الإنسانية الدولية، سواء في وقت السلم أو في وقت الحرب.” .
أيضا تشير اللجنة عن الممارسة الإسرائيلية : “في أوقات الأعمال العدائية، من الطبيعي ألا يتعرض أعضاء هذه الوكالات والمنظمات لأي هجوم أو أسر، وسيُسمح لهم بمواصلة تنفيذ ولايتهم، طالما أن أنشطتهم لا تتعارض بشكل مباشر مع العمليات العسكرية”
صفوة القول، لن ترتدع إسرائيل لطالما يتماهى المجتمع الدول مع جرائمها في غزة و التي وصلت لحد الإبادة الجماعية بحق الجماعة الفلسطينية في قطاع غزة ، كما أكدت محكمة العدل الدولية مطلع هذا العام . .