الأول نيوز – نشر الطبيب مالك صوان نعيا حارقا لوفاة الطبيب الفلسطيني الشهيد الدكتور عدنان البرش إخصائي جراحة العظام الذي ارتقى شهيداً بعد أن تم اعتقاله من مجمع الشفاء وتعذيبه والتنكيل به من قبل العدو المجرم…
عدنان_وقهره_الاحتلال….
رحمة الله عليك يا صديقي ورفيقي وناصحي ومعلمي، كنت مثالًا رائعًا جميلًا يحتذى به، أوجعتنا يا أرق وأنقى وأطيب مَن عرفنا من #غزة_الصمود، #غزة_الرجال، فكنت خير سفيرٍ لها في بلدك الثاني #الاردن، تزاملنا معًا لخمسة سنواتٍ في مستشفى البشير-قسم العظام، ولم أشهد لك هفوة.
كنت ناصحًا محبًا مخلصًا لمن حولك، ولطالما عشقت الأردن وأحببته وتغنيت به وأشدّت بفضله عليك وعلى مسيرتك المهنية، وكم مِن المرات دعوتني لزيارة #غزة، وقلت لي:
“لازم تيجي غزة يا مالك، وتشوف جمالها وحلاوتها، لازم تيجي غزة وتشوف الشجاعية والشيخ رضوان وبيت حانون وجباليا وخان يونس وبحر غزة، لازم تيجي غزة وتشوف بساطة وطيبة وصلابة أهلها”
مِرارًا كررت لي هذه الجملة:
“غزة أجمل بلد في العالم يا مالك، غزة حتة من الجنة يا راجل”
هذا هو #الاحتلال_النازي يا صديقي، قاتل الأحلام، قاتل الآمال، قاتل القدرات، قاتل الأبرياء، قاتل الأطفال، قاتل النساء، قاتل الصحفيين وقاتل الأطباء، هذا #الاحتلال الذي لا يعرف الرحمة، ولا يعرف أيًّا من معاني الإنسانية.
أتعلم يا صديقي لماذا قتلوك؟ لأنك كسرت عنفوانهم وحطمت إرادتهم وغزوت عقولهم ودمرت نفسياتهم، لذلك اغتالوك، اغتالوك لأنهم لم ينالوا من عزيمتك وأرادتك وكرامتك، اغتالوك لأنهم لم يُخضِعوك ولم يتمكنوا من إذلالك، اغتالوك لأنهم لم يستطيعوا الحصول على معلومة منك لعلها تدلهم على أي شيءٍ يبحثون عنه، لذلك اغتالوك.
إذًا هو الوداع الأخير يا صاحبي، وداع الرفاق والأحباب، وداع الأهل والأخوة والأصحاب، وداع الزوجة والأبناء، ودَّعتك غزة ولم تودعها يا حكيم، لكن اعلم يا صديقي بأن هذا #الاحتلال_النازي لم يعمل على تصفيتك، إلا كونه قد أفلس، وهذا الوداع الأخير هو في نفس الوقت لقاء المنتقم الجبار؛ الذي لا يُظلَم بجواره جار.
خبر استشهادك أوجعنا وجعل في قلوبنا غصة ثقيلة رابضة قاهرة، كتلك التي تجرعتها مرارًا وتكرارًا وأنت تفقد بين يديك مصابًا تلو الآخر، وتودع شهيدًا يسبقه شهيد ويلحق به آخر، تأكد يا صديقي بأننا سنبقى نذكرك وسيذكرك زملاؤك في مستشفى البشير وكل من عرفك، وسيذكرك التاريخ وسيخلد ذكراك.
#الشهيد_الدكتور_عدنان_البرش إبن #الاردن و #فلسطين، رحمة الله عليك يا صديقي، إلى جنات النعيم يا طيب الذكر وحبيب كل من عرفك.
للعلم:
الدكتور عدنان البرش كان من أكثر الأطباء مهنيةً وأكثرهم أخلاقًا وأعظمهم أدبًا والتزامًا، وكان من أمهر جراحي العظام الصاعدين؛ الذين عملوا في مستشفى البشير في قسم العظام، وحصل على الاختصاص من الأردن بين الأعوام ٢٠٠٥-٢٠١٠.