الجمعة , أكتوبر 18 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

الاستقلال بطعم الكرامة والوطن الحر

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – نحتفل بالعيد الثامن والسبعين للاستقلال،  في زمن للمقاومة فيه طعم خاص، طعم برائحة الكرامة والإحساس بقيمة الوطن الحر.

نحتفل بالاستقلال ونحن على يقين رافعي الرؤوس، أن بلادنا قيادة وشعبا وحكومة، تقف مع الحق الفلسطيني بكل ما تستطيع من قوة، وبكل ما تسمح به الإمكانات.

الاستقلال، والاحتفال بمرور 78 عاما على إنجازه، نقاط وعلامات تضاء في القلوب  بالمحافظة على إنجازات الاستقلال، وتعظيم إيجابيات، والبناء عليها، ومعالجة كل ما علق من سلبيات حوله.

أكثر ما يجب أن نتعلمه من الاستقلال وذكراه المجيدة، كيف نحافظ على معانيه ونصونها من أية عثرات، والعثرة الأولى التي قد تصيب الاستقلال أن يشعر المواطن انه غير مستقل ماليا ومعيشيا، وأن حياته مرهونة لجهات أخرى.

علينا أن نتعلم أن صيانة الاستقلال في الفترات الصعبة أهم بكثير من إدامة مظاهر البذخ التي تعود عليها بعض مسؤولينا، الذين لا يعترفون أننا نمر بأزمة، واهمون أن إنجازاتهم وولاءاتهم تظهر  بالاهتمام ببعض الشكليات التي لم تعد مقياسا للعمل والنجاح.

في سنوات العمل في الخليج، سمعتها كثيرا، مثلما أسمعها دائما من السياسي العتيق العميق الصديق ممدوح العبادي، حول الإنفاق العام في الأردن، “كأننا دولة بترولية”.

هذه الملحوظة كانت ظاهرة للعيان في فترة الرخاء، وللأسف لا تزال ظاهرة في فترة الشدة، بنسب أقل، لكنها تبقى ملحوظة جوهرية، عن الإنفاق غير المبرر وغير المنتج.

تعظيم قيم ومعاني الاستقلال مرتبطان بحفظ كرامات المواطنين، لهذا فإن الاصلاح الاقتصادي بات متقدما على الاصلاح السياسي هذه الأيام، ويكفي حديثا وعناوين وشعارات للاصلاح الاقتصادي من دون تحقيق إنجازات على الأرض تعود مباشرة بالإيجابية على حياة المواطنين.

لكن هذا لا يعني تغييب مشروع الاصلاح الوطني الديمقراطي الشامل عن أجندة الدولة،  بتكريس التعددية السياسية والفكرية والمشاركة الشعبية والعدالة الاجتماعية والمساواة، لأنه بهما تتم إدامة معاني الاستقلال، وتحفظ كرامة الأردنيين.

مشروع إصلاح حقيقي وجاد، لأننا شبعنا حديثا عن الاصلاح ولا نرى آفاقا حقيقية للتغيير. وفي الانتخابات النيابية المقبلة فرصة حقيقية لنتخلص من الشوائب التي علقت بجولات انتخابية سابقة.

ليس الاستقلال مرتبطا باحتفالات رسمية، في محافظات ومدن المملكة، العديد من المسؤولين منشغلون في التحضير لها، ولا في اللافتات التي تملأ ارصفة الشوارع، وإبراز مظاهر البذخ في زيادة إنارة الشوارع، فهي مكلفة على خزينة الدولة، وفوق هذا هي ضارة بالبيئة، ونحن على مشارف الصيف وارتفاع درجات الحرارة، والأهم أن سياسة الحكومة المعلنة يوميا بتخفيض تكلفة الطاقة.

نحتفل بالاستقلال برؤوس مرفوعة وهامات تطاول السماء، وعشق الوطن يجب أن  ينقش في القلوب، لا في مظاهر مكلفة جدا على خزينة الدولة.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الإسلاميون أعينهم على الرئاسة!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – لا إجابة محددة لدى أي عضو في مجلس …