الأول نيوز – كشفت دراسة جديدة، أجرتها جامعة كوبنهاغن، أن الخلايا الجذعية المتجددة ومتعددة الاستخدامات في الأجنة المبكرة قد تكون مفتاح تطوير علاجات فعالة للخصوبة.
يعد الحمل عملية معقدة للغاية: أولا، يجب على الخلية المنوية أن تجد طريقها لتخصيب البويضة في قناة فالوب، لتبدأ البويضة في الانقسام. وبعد حوالي 5 أيام، تتحول البويضة إلى كيسة أريمية، والتي تتطور في النهاية إلى جنين.
ولكن تحقيق الخصوبة أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من الناس، بسبب عوامل مختلفة تؤثر على جودة الحيوانات المنوية أو البويضة.
وهناك علاجات للخصوبة، لكن نسبة نجاحها تظل منخفضة اعتمادا على عمر المرأة وخصوبتها.
والآن، حقق الباحثون تقدما واضحا يمكن أن يؤدي إلى علاجات خصوبة أكثر نجاحا في المستقبل.
وبهذا الصدد، تقول المعدة الأولى للدراسة، مادلين لينيبيرغ-أجيرهولم: “بحثنا في خلايا جنين الفأر تسمى الأديم الباطن البدائي، والمعروفة أيضا بالأرومة السفلية. ووجدنا أن هذه الخلايا كانت فريدة من نوعها ويمكنها توليد جنين بمفردها. وهذا أمر مثير للاهتمام بشكل خاص حيث تشير دراسة حديثة إلى أن الأديم الباطن البدائي هو نوع الخلية الوحيد في الجنين المرتبط بنجاح كبير في عملية الزرع في الدراسات السريرية”.
وتضيف: “عادة ما توفر هذه الخلايا التغذية والدعم للجنين الطبيعي فقط، ولكن عندما نعزلها، يمكنها إعادة تكوين الجنين من تلقاء نفسها، وهو اكتشاف مفاجئ للغاية”.
ووجد الباحثون أيضا أن الخلايا الجذعية من الأديم الباطن البدائي المزروع في المختبر تتطور في طبق لتشكل “نماذج أجنة قائمة على الخلايا الجذعية”، تسمى الأرومات، بكفاءة عالية جدا.
وتتمتع نماذج الأجنة هذه بالقدرة على أن تكون أدوات مهمة جدا يمكن استخدامها لاكتشاف أدوية جديدة لتحسين نتائج التلقيح الاصطناعي.
ويقول البروفيسور جوشوا بريكمان، المعد الرئيسي للدراسة: “قد يكون هذا مهما بشكل خاص لتحسين العلاجات الحالية للعقم، حيث قد تكون اللدونة والمتانة هي السر لتمكين الأجنة من البقاء على قيد الحياة في الظروف البيئية غير الطبيعية الموجودة في المختبر”.
ويوضح: “الأديم الباطن البدائي “يتذكر” بطريقة ما كيفية تكوين الجنين، ويمكنه القيام بذلك بمفرده. وأظهرنا أن الخلايا الموجودة في الأديم الباطن البدائي تتذكر كيفية تكوين أنواع الخلايا الأخرى نظرا لأنها تحتوي على عوامل النسخ الموجودة على الحمض النووي في تسلسلات تنظيمية مهمة (المُعززات)، مثل الإشارات المرجعية”.
ويأمل الباحثون أن تلقي نتائجهم بعض الضوء على كيفية تعزيز علاجات التلقيح الاصطناعي.
ويتطلع فريق البحث إلى إجراء بحث مماثل على الخلايا الجذعية البشرية.
نُشرت الورقة البحثية في مجلة الخلية.