د. حسين سالم السرحان –
الأول نيوز – تستمد السمعة أهميتها من الانطباع العام عن الشخص في نظر المجتمع حوله والذي يشكل الصورة المستمدة مباشرة من سلوكه ويتم بناؤها في خطوط عامة تتراوح بين الحسنة والسيئة في الأعمال والسلوك والسجايا، وأهمها المسؤوليات الموكلة إليه خاصة إذا جاءت السمعة على هذا النحو انعكاساً حقيقياً للواقع وليس بالاعتماد على الشائعات والأقاويل غير الموثوقة.
في الأردن ظهرت في مراحل سابقة بؤر لمراكز قوى تتمحور حول أفراد تولوا مناصب معينة إلتف حولهم زمرة من المنتفعين وصائدي الفرص وأصحاب القدرة على معرفة مهارات أكل الكتف، ولعل الذاكرة الوطنية تحتفظ بعدد من هؤلاء، وفي تلك المراحل كانت أسماء لبعض هؤلاء ترتجف بعض القلوب عند سماعها وتطرب بعض الآذان حتى لمكالمة منها …
ميزة الحالة الأردنية أن أعمار غالبية هذه النماذج في السلطة والنفوذ والهيلمان تشبه أعمار الفراشات في القصر رغم الاناقة والوداعة والمال والتحضر الذي يختبؤن خلفه في المظهر الخارجي ونمط الحياة ورفاهيتها
في المكان الأردني تحديدا يصدق القول ” ما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع ” ولأن دوام الحال من المحال.
فقد مرت الفترة القصيرة الماضية منذ الإعلان عن تشكيل الاحزاب وإطلاق العنان لنماذج قيادية جديدة مستحدثه لها علاقة بأي شئ إلا بالفكر السياسي والتنظيمات الحزبية وحتى منهجية التغيير والتجديد والتباينات بين الادارة الحكومية وادارة الأعمال الخاصة كالاستثمار من جهة وبين تولى الامانة العامة في حزب ومتابعة واختيار الكوادر القيادية وكيفية تشكيل الكوادر الشعبية.
هناك احزاب لها جذور في التاريخ النضالي الوطني أستقبلها ذوو الخبرة من الحزبيين المعتقين والوطنيين بكل ترحيب وبالمقابل جاء شخوص وجاءت معهم أحزاب تشبه الفطريات تنامت بسرعة وانتجت خطابا عاميا عدميا لا لون ولا طعم في مضامينه ووضعت المشهد الحزبي القادم ضمن دائرة الألعاب البهلوانية في سرك بني على عجل وارتدى بعض هؤلاء اللباس الوطني تعبيرا عن هوية لا يعرفون عمقها ومدلولاتها وثوابتها
يبدو ان خبرة هؤلاء الغضة وليونه عودهم وضحالة جذور تفكيرهم أغوتهم ونسوا ولو لبرهة انهم في الدولة الأردنية ذات الفعالية العالية في تصويب المسارات في أي لحظة، مما جعل الرأي العام هنا ينشغل بالاهتمام بل والسرور حول قرار الهيئة المستقلة للانتخاب المتعلق بتهمة المال السياسي.
قرار الهيئة المستقلة للانتخاب نال إلى الآن تقديرا كبيرا من المهتمين بصورة الوطن والأحزاب والتحديث السياسي.
حفظ الله الأردن…