النجار: عندما رحل درويش لم ترحل القصيدة
بولص: تربطني بدرويش صداقه ومواقف ما بين عمان ولبنان وفلسطين
جبران: درويش رصد الجوانب الموسيقية والسياسية والاجتماعية والقومية
صالح: اللحظة العصيبة التي نعيشها السبب الأساسي لهذه الندوة
خليفة: سنغني حبا لان كل قصيدة ونوتة موسيقية شمس ستعيد الحياة وتوقظنا لننتصر على الموت
الأول نيوز – قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار: “يطيب لي وعلى وقع خطى الفرح بإطلاق البرنامج الثقافي ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2024 الذي أخذ على عاتقه معاينة الواقع الذي يعيشه المثقف والثقافة في فلسطين العربية بفضاءات الإبداع الأدبي والفني والأدائي”.
واضافت “أرحب ترحيبا يليق بتضحيات ونضال الأشقاء في فلسطين الحبيبة”.
وتابعت “عندما رحل درويش، ولم ترحل القصيدة، نُقل جثمانه الطاهر وبأمر من الملك عبد الله الثاني على طائرة من سلاح الجو الملكي الأردني من عمان إلى رام الله حيث استقبله وزير الثقافة الأسبق الدكتور نبيه شقم، ورافقه في رحلة الإياب صديقه الأثير الشاعر الأردني الراحل جريس سماوي.
جاء ذلك في الندوة الثقافية لاستعادة ارث الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش من افتتاح البرنامج الثقافي ضمن فعاليات مهرجان جرش ال38 ، في المركز الثقافي الملكي “قاعة المؤتمرات” .
بحضور المتحدثين الكاتب والشاعر جواد بولص والفنان مارسيل خليفة والناقد الموسيقي الدكتور وسام جبران والباحث والناقد فخري صالح .
تحدث الكاتب بولص من القدس، تربطني بدرويش صداقه وعدة مواقف ما بين عمان ولبنان وفلسطين . وأضاف، خيروا درويش أن يحيا فوق لغمٍ أو على هباب الريح، وذكر ان درويش قبل عمليته في الأردن قال لدانا ابنته سأودعك يا حبيبتي وسأعود لكِ عاجلاً وضمها لصدره،
وقال: لا اذكر هل كانت عيناه مغرورقة بالدموع أم عيوني هي من غمرتها الدموع .
وتابع، أتقن درويش طقوس الوداع فلم يترك قرية أو مدينة في فلسطين إلا وزارها ولم يترك أحباب له أو أصدقاء إلا وزارهم. وتحدث الناقد الموسيقي الدكتور وسام جبران من الناصرة، عن العلاقة البنيوية بين الشعر والموسيقى في حضور محمود درويش رغم غيابه وحضور مارسيل خليفة اطال الله عمره، وقال ان اهم ما رصده درويش الجانب الموسيقي في شعره إلى جانبه السياسي والاجتماعي والقومي، موضحا، لا وجود للزمان خارج المكان ولا وجود للمكان والزمان دون وجود الإنسان، كما قال درويش و”أحمد سلم الكرمل ” واصفا المكان واعطاء الموسيقى صعودا ونزولا على سلمها ، واضاف في جدارية درويش شكل هويته لرسمه حالة الدماء وتشكل حالة القلق والخراب والضياع. وتابع ، كيف تفاوض الحان مارسيل خليفة جدارية درويش، ثمة طبقات وتنوع يتقنها مارسيل مع كلمات درويش ويعيد احياء الكلمة ويستنطقها موسيقيا وإبداعيا ويجعل الأذن تطرب للكلمة في عالم برزخي ويتخطى الكلمة خارج إفصاحاتها إلى ما لم تفصح عنه، وفي طبقة يستخدم مارسيل الصوت البشري ما قبل اللغة نابع من التراب يأتي من الماضي والحاضر معا، وكأنه يقول هذه جدارية درويش بوصفها تراثا وهذه جداريتي بوصفها روحا.
وتساءل الباحث والناقد فخري صالح من الاردن، لماذا نستعيد محمود درويش دائما رغم حضوره بشعره وذكرياتنا معه ، ان درويش علامه أساسيه في الشعر العربي والعالمي ، وتطور شعره في مهب كل الشعريات العربية وخاصة الفلسطينية والتغير الذي حدث على الشعر ، والسبب الأساسي لهذه الندوة اللحظة العصيبه التي نعيشها والتي كتب عنها درويش وجعلها من علامات تراجيديا الشعر الفلسطيني منذ وعد بلفور عندما اعطى ما لم يملكه لمن لا يستحق، ان استعادة شعره الآن تجعلنا نشعر انه معنا بروحه وبشعره ، واستذكر قصيدة لدرويش عن غزة وعنوانها “الخروج من الساحل المتوسط”… سيل من الأشجار في صدري..اتيت اتيت.. وغزة لا تصلي حين تشتعل الجراح على مآذنها..اتيت اتيت.. غزة لا تصلي” .. وتابع، هذه واحده من عدد من القصائد التي كتبها درويش عن غزة وهي تمثل حالة غزة وفلسطين الآن وسابقاً وربما مستقبلا فعندما نذكر فلسطين نتذكر درويش وعند ذكر درويش نتذكر فلسطين ، ونتذكر درويش لاسباب تتصل على قدرته لينمو ويتطور خلال مسيرته الشعرية على مدار ٢٥ عاما إلى أن رحل عام 2008 ، وايضاً قام درويش بتخليد اسطورة فلسطين فهي ليست ارضاً وشعبا فقط فلولا اسطورة فلسطين وعمقها الفني لما حصلت على هذا التعاطف الكبير عالميا ولما شهدنا مظاهرات في كل العالم دعما لها.
وقال الفنان مارسيل خليفة : لماذا أنا هنا؟هل من مكان اليوم للقصيده والأغنية والموسيقى وسط هذا الدمار المرعب والجراح والدماء يستطيع أن يغني وهو فوق ركام من الموت.. لكن سنغني حبا لان كل قصيده ونوته موسيقيه هي شمس ستعيد الحياة وتوقظنا وننتصر على الموت ولندعم فلسطين وغزة في الشمال والوسط والجنوب لهذا أنا هنا .
وتابع، كنت شابا صغيرا متحمسا اخرق وربما لا زلت كذلك، كتبت موسيقى لفرقة كاركلا بعد تخرجي حديثا من معهد الموسيقى ، وقدمنا الامسية،حينها بدأت حرب لبنان واصيبت الراقصه أميرة من فرقة كاركلا وما زالت إلى اليوم مقعده ، كنت منذ صغري مع القضية الفلسطينية ومحجوزا في بيتي منبوذا في وطني، ومن أجمل القصائد التي لحنتها وغنيتها لدرويش “احن إلى خبز امي”، وهاجرت من منطقتي كوني يساري مندفع، وتعرفت على درويش بعد اربع سنوات من تلحيني لقصائده ، وحينها قال لي: “تعال يا صبي انت لا تعلم من صاحب قصائد التي تلحنها “قلت له: “بلا اعرف انه انت” وأصبحنا اصدقاء من حينها، وعدت التقيته في باريس وعملنا معا على المسارح هو يلقي قصائده وانا اعزف على العود بجانبه، ورتلت في وداعه ابياتا من قصيدة “نم يا حبيبي” ..