أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – فاجأت حركة حماس العالم باختيار يحيى السنوار زعيما للحركة خلفا للشهيد إسماعيل هنية، وفي هذا الاختيار عدة رسائل..
أرادت أن تقول للكيان الغاصب أن صانع ملحمة 7 أكتوبر لا يزال على قيد الحياة بعد 308 أيام من العدوان الوحشي الهمجي على الشعب الفلسطيني وعلى الإبادة المستمرة في قطاع غزة والضفة الفلسطينية.
وأرادت أن تقول إن خيار حماس لم يعد سياسيا بل أصبح قرارها في أيدي العسكر، وعليكم أن تتفاهموا معهم، بعد أن قتلتم المفاوض الرئيس الذي كان يتحرك بحرية بعد أن غادر قطاع غزة.
وعنوان الحركة أصبح في الأنفاق فأية رسالة يريدها العالم من حركة حماس عليه أن يهبط لهم في الأنفاق ويتفاهم معهم هناك.
بالله العظيم ؛ معجزة الأنفاق والقدرة على تنفيذها خلال السنوات الماضية بعيدا عن أعين وتلصص أجهزة المخابرات الصهيونية والأميركية والغربية والعربية لهي أكبر معجزة حدثت في المئة سنة الماضية، أنفاق بطول 500 كم ما هو العقل البشري الذي استطاع أن ينجزها لتصبح مكانا آمنا للمقيمين فيها.
الرسالة المهمة في اختيار السنوار أن قيادة حركة حماس ليست منقسمة في الداخل المقاوم والخارج المساوم، حتى لو كانت هناك آراء لدى بعض قيادة الحركة في الخارج غير راضية عن قرارات الحركة الأخيرة كلها، فأخيرا قرار الحركة يصدر عن مؤسسية ومع أني غير مقتنع أن قرار اختيار السنوار قد صدر بالإجماع كما أعلن القيادي في حماس أسامة حمدان من لبنان، فالذي نعرفه أكثر أن لدى القيادة في الخارج رغبة على تغليب القيادة السياسية على القيادة العسكرية، وهذا في الواقع هو الطريق الصحيح، لأن القيادة السياسية المعلنة هي التي تحقق المكاسب على أرض الواقع ، لقوة تقاتل وتنتصر.
بقرار اختيار السنوار، هل تتجه حركة حماس إلى الانتحار السياسي.. هكذا طرحت أسئلة فورية – الثلاثاء – بعد القرار، والجواب بتقديري المتواضع أن الحركة قررت المواجهة إلى آخر نقطة قد تصل إليها، وليس في تفكيرها الانتحار، والأهم أن تصل الرسالة إلى القيادة المتطرفة في الكيان، قتلتم المفاوض اللين السموح، فها نحن نرسل إليكم من تعتبرونه وحش حماس.
والسؤال الآخر من خارج التفكير الحماسي، هل ما فعلته وتفعله وتقرره حركة حماس، له علاقة من قريب أو بعيد بحركة الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي في العالم وطريقة تفكير الإخوان، حتى ترى عناصر الإخوان في كل مكان يتباهون بما تفعله حماس (ونحن أيضا من خارج الإخوان نتباهى ونفتخر) ولا يتقبلون أية ملحوظة توجه إليهم كأنهم من فوق سماعات البكبات يشاركون في القتال وقد يستشهدون وهم يصرخون بأعلى أصواتهم؟!
ما فعلته حماس وتفعله ليست له علاقة بالإخوان المسلمين لا من قريب ولا بعيد، ونقطة.!!
الدايم الله…