الأربعاء , سبتمبر 18 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

321 يومًا من الجحيم: غزة تختنق وسط لعبة الموت السياسي

الأول نيوز – يدخل العدوان على غزة  يومه الـ321، وسط تصاعد مستمر في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. تتواصل الاشتباكات على مختلف الجبهات، بينما تبدو فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية تتراجع، في ظل التوترات السياسية والدبلوماسية المتصاعدة.

الملف السياسي: تراجع فرص التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى

تتواصل الجهود الدولية لتهدئة الوضع في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى تراجع فرص التوصل إلى اتفاق. نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، موافقته على اقتراح الولايات المتحدة بالانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة و مصر كجزء من صفقة لوقف الحرب وتبادل الأسرى. يأتي هذا النفي بعد محادثة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو، حيث حث بايدن الأخير على إبداء مرونة أكبر للوصول إلى اتفاق.

الجبهة العسكرية: تصعيد في غزة وتدمير أنفاق حماس

على الصعيد الميداني، زار وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا، مدعيًا أن لواء رفح التابع لحماس قد هُزم. وأعلن غالانت عن تدمير 150 نفقًا في المنطقة، مؤكدًا أن عددًا قليلًا من الأنفاق المتبقية سيتم تدميرها قريبًا. وصرح غالانت بأن أحد أهداف الحرب الرئيسية هو إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

في غزة، تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية بعنف. ذكرت مصادر فلسطينية أن جيش الاحتلال قصف بشدة المناطق الجنوبية لحيي الزيتون والصبرة جنوب شرق مدينة غزة، متسببًا في دمار واسع واندلاع اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية. في وسط القطاع، استشهد الصحفي حسام الدباكة مع زوجته وأبنائه وعدد من أفراد عائلته جراء استهداف شقة سكنية في مخيم المغازي.

الأزمة الإنسانية: تزايد المعاناة ونزوح واسع النطاق

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي والقصف المكثف. أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 1.7 مليون نازح فلسطيني محشورون في مساحة ضيقة لا تتجاوز عشر مساحة القطاع. ويعاني هؤلاء المدنيون من ظروف معيشية صعبة في ظل نقص حاد في الموارد الأساسية والخدمات الطبية، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال ارتكاب جرائم التهجير القسري والنزوح الإجباري للفلسطينيين.

في الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات مكثفة في عدة مناطق، مما أدى إلى سقوط شهداء واعتقالات واسعة. في مدينة طولكرم، استشهد ثلاثة فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال للمدينة ومخيمها، حيث تصاعدت المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. قامت قوات الاحتلال بمحاصرة منزل في ضاحية اكتابا وقصفته بقذائف “إنيرجا”، مما أدى إلى تدمير أجزاء منه واندلاع حريق داخله. بثت كتائب القسام مشاهد لاشتباك مقاتليها مع القوات المتوغلة في مخيم طولكرم، مما أضفى بعدًا جديدًا على المواجهات في المدينة.

في مدينة نابلس، استشهد شاب فلسطيني في مخيم بلاطة، بينما أفادت تقارير إعلامية بأن “سرايا القدس ” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي سيطرت على طائرة درون إسرائيلية في طوباس. كما شهدت الضفة الغربية عدة اقتحامات واعتقالات في قرى وبلدات مختلفة، مثل دير بلوط وسبسطية والكفريات، مما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين واعتقال آخرين.

الأبعاد القانونية: استمرار انتهاكات الاحتلال

لا تزال فصول جريمة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 تلقي بظلالها على الأوضاع الراهنة، حيث أصدرت وزارة الأوقاف الفلسطينية بيانًا أكدت فيه أن الجريمة لم تنتهِ بعد وأن الاحتلال يواصل انتهاكاته للمقدسات الإسلامية في القدس. ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه المدينة المقدسة اقتحامات متكررة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، مما يزيد من التوترات في المنطقة.

في اليوم الـ321 من الحرب، تظل غزة والضفة الغربية مسرحًا لعمليات عسكرية مكثفة ومتصاعدة، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية وتراجع فرص الحل السياسي. في الوقت الذي تتواصل فيه الاقتحامات والاعتقالات في الضفة، تبدو آفاق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بعيدة، مما يهدد بمزيد من التصعيد العسكري والتدهور الإنساني. (الهدف)

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

وكالة: إصابة السفير الإيراني لدى لبنان في انفجار جهاز اتصال محمول

الأول نيوز – قالت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، إن مجتبى أماني السفير الإيراني لدى لبنان …