أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – قد يكون الشعار الذي طرحه “حزب عزم” “شورنا من راسنا ورغيفنا من فاسنا” أكثر الشعارات المستفزة التي توقف عندها المواطن الأردني بالنقد والتعليق والاستهجان والرفض والاستهزاء عبر تعليقات في السوشيال ميديا، وذلك لأمرين:
أولا؛ بكل تأكيد شورنا ليس من راسنا فنحن مرتبطون في الأقل اقتصاديا وماليا باتفاقيات وعقود وبرامج مع صندوق النقد والبنك الدوليين لا يسمحان لنا أن يكون شورنا من راسنا، بعد أن تضخمت المديونية إلى حدود خطرة، أكلت الأخضر واليابس، وتجاوزت المنتج المحلي الإجمالي.
وثانيا؛ رغيفنا من فاسنا، “فيا رفيق نفاع” لا ظل رغيف ولا زراعة قمح تكفي مخابزنا ليوم واحد، ولا ظل فاس تحفر الأرض بعد أن زرعناها بالاسمنت والمشروعات السكنية.
لكن تبقى الأفضلية للحزب أن فكر على طريقة الفلاحين وطرح ما في عقول الأردنيين من أحلام للأيام الجميلة عندما كان فعلا “شورنا من راسنا ورغيفنا من فاسنا”.
باقي الشعارات في الحملات الانتخابية للقوائم المحلية وحتى للقوائم الحزبية، مجرد مصطلحات عامة، يمكن أن يطلقها أي إنسان من دون محاسبة من أحد، وعلى هذه الشاكلة هناك العديد من الشعارات المشتركة بين قوائم حزبية لا يجمع بينها أي توافق سياسي أو فكري أو برامجي.
خذ عندك “اقتصاد، رفاه، ديمقراطية، مواطنة، أمان، تنمية، تغيير، ….وغيرها من الشعارات التي لا تدل شيئا عن مطلقها، مثل “نعم نستطيع، عمان تستحق، نحن الحل، أردن وطني ديمقراطي، ثوابتنا إسلامية رؤيتنا وطنية…
لا تمنحك الفوضى العارمة في الحملات الانتخابية والدعائية في الشوارع والساحات وعلى واجهات العمارات أي فرصة لكي تتأثر بشعار أو صورة، لكي تحدد وجهة نظرك من مرشح إذا كنت لحد الآن مستقلا وغير مرتبط بموقف معين مع مرشح أو قائمة، فمعظم الصور واللافتات متشابهة، والكل يقلد الكل، ولا تمييز حتى في اللون أو الشعار، أو التصميم.
أدهشني القرار الذي اتخذه البرلماني العتيق العريق الدكتور ممدوح العبادي كيف اختار من سوف يصوت له، يقول العبادي إنه لاحظ في معظم الشوارع التي يمر بها صور لمرشحين من دون أي شعار يدل على نوعية المرشح وكيف يفكر، ومعظم الصور مشغولة جيدا في الفوتوشوب رجالا ونساء، فقرر أن يصوت لمرشح في منطقة ناعور عجرمي ناشر صورة طبيعية له من دون فوتوشوب، ويظهر بشارب كثيف، وسوف يصوت للكوتا النسائية لصبية صورتها أنيقة ومريحة من دار القيسي.
كما أدهشني موقف الصديق “الانتيم” السياسي المخضرم محمد داودية كيف اتصل مع المرشح الدكتور نمر السليحات وقال له انا ناخب في الدائرة التي أنت مرشح فيها، ومن دون أي علاقة خاصة بيننا ولا تعرف رقم هاتفي، قد قررت أن انتخبك من دون أن تتواصل معي لأنني راقبت أداءك في البرلمان السابق وقيادتك للجنة المالية بمهارة واقتدار، وسوف أحاول أن أقنع من أستطيع للتصويت لك.
الدايم الله…