اليوم 325 للعدوان.. نزوح قسري ودمار شامل: خان يونس ودير البلح تحت النار

الأول نيوز – في اليوم 325 من العدوان على غزة، استمرت آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية في القطاع، مما يزيد من حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها السكان.

بدأ اليوم بقصف مدفعي مكثف على مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية أحياء سكنية، مخلفة شهيدتين وعدد من الإصابات في قصف استهدف منزلًا لعائلة أبو ريدة في بلدة عبسان الكبيرة. لم يقتصر القصف على خان يونس، بل امتد إلى مناطق أخرى في القطاع، بما في ذلك وسط مدينة خان يونس ومخيم النصيرات وحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيث استهدف القصف المدفعي مناطق مأهولة بالسكان، مما أدى إلى تدمير المنازل وترويع السكان.

في الوقت ذاته، أعلن الدفاع المدني في غزة أن النقاط الطبية المتاحة لم تعد تكفي لخدمة المواطنين وتأمين اللقاحات اللازمة للأطفال، خاصة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الأدوية والوقود عبر المعابر. هذا الوضع أدى إلى تفاقم أزمة الرعاية الصحية، حيث أكدت وزارة الصحة في غزة أن 60% من الأدوية الأساسية غير متوفرة في القطاع، وأن الظروف الحالية لا تسمح بتطعيم الأطفال وسط استمرار القتل الجماعي الذي يمارسه الاحتلال.

وشهدت مدينة دير البلح استمرار التهجير القسري للسكان، حيث أجبر الاحتلال حوالي 250 ألف فلسطيني على النزوح من المدينة خلال الـ 72 ساعة الأخيرة. وذكرت بلدية دير البلح أن أربعة آبار مياه جديدة خرجت عن الخدمة، مما رفع عدد الآبار المتعطلة إلى 14، كانت تغذي نحو 70% من سكان المدينة. إضافة إلى ذلك، أعلنت البلدية عن توقف مستشفى شهداء الأقصى عن العمل بعد تلقي أوامر إسرائيلية بإخلاء المنطقة التي يتواجد بها المستشفى، مما يزيد من تدهور الوضع الصحي المتفاقم في المدينة.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على الكوادر الطبية والمستشفيات في غزة، حيث وثقت هيومن رايتس ووتش هذه الانتهاكات وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الاعتداءات على الكوادر الصحية. وأكدت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية تواصل إساءة معاملة الكوادر الطبية في غزة، مما يسهم في تدهور الرعاية الصحية في القطاع، الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.

على الرغم من هذه الظروف الصعبة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول دفعة من لقاحات شلل الأطفال إلى القطاع بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف، حيث تضمنت الدفعة الأولى 1.26 مليون جرعة، ويجري العمل لتوفير 365 ألف جرعة أخرى خلال الأيام القادمة. تهدف الحملة إلى تطعيم 640 ألف طفل، وستشمل إعطاء جرعتين من اللقاح لكل طفل من عمر يوم وحتى 10 سنوات. إلا أن تنفيذ هذه الحملة يواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يعرقل حركة الكوادر الطبية ويزيد من صعوبة الوصول إلى المناطق المستهدفة.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، نقلت التقارير استشهاد مواطن من مدينة يطا جنوب الخليل  بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال، مما يعكس توسع دائرة القمع الإسرائيلي لتشمل مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية. ومع استمرار القصف على مناطق مختلفة من غزة، أعلنت إسرائيل أنها دمرت منصة لإطلاق الصواريخ في منطقة خان يونس، قالت إنها استخدمت لإطلاق صاروخ باتجاه تل أبيب.

في الوقت نفسه، تتفاقم أزمة المياه في غزة مع استمرار استهداف البنية التحتية، حيث أعلنت بلدية دير البلح عن خروج أربع آبار مياه جديدة عن الخدمة، ليرتفع عدد الآبار المعطلة إلى 14، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون نقصًا حادًا في مياه الشرب. كما تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق السكنية، حيث استهدفت قوات الاحتلال مربعات سكنية ومباني غرب مدينة رفح، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.

يعاني قطاع غزة من تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية مع استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث تواجه البنية التحتية الصحية والمياه والغذاء ضغوطًا غير مسبوقة. الوضع في غزة اليوم يعكس فصلاً جديدًا من فصول المعاناة المستمرة، وسط صمت دولي يعمق من جراح الشعب الفلسطيني ويدفع نحو المزيد من التصعيد والعنف. (الهدف)

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

وفد من البرلمان العربي يتوجه الجمعة في زيارة لمعبر رفح الحدودي

الأول نيوز – يتوجه وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي، برئاسة محمد بن أحمد اليماحي، …