الاول نيوز – أيمن سلامة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا، وأضاف نتنياهو ” كلنا نرغب بإعادة الأسرى لكن يجب ألا نتخلى عن محور فيلادلفيا لأنه هو شريان الحياة حماس ومتنفسها”، بحسب ما نقلت إسرائيل هيوم عن رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتابع نتنياهو: “لقد حرصنا على أن لا يدخل دبّوس إلى غزة من جانبنا لكنهم سلحوا أنفسهم عبر محور فيلادلفيا ومصر“.
أطلق الطاووس المختل نيتينياهو العنان لفرياته غير المؤسسة التي يتم فيها مصر بغض الطرف عن تهريب الأسلحة و الذخيرة إلي حركة حماس في غزة عبر معبر رفح و ممر فيلاديلفيا ، وربما وجد الطاووس الصهيوني ضالته في فرياته المتوترة في محاول يائسة للفكاك من مطرقة الجثث وسندان الإضرابات العارمة التي شلت الحياة في إسرائيل .
تُشكل التصريحات الهجومية غير المدعومة بالأدلة سهامًا مسمومة تُطلق في ساحة العلاقات الدولية، تحمل في طياتها شحنات من الكراهية والعداء، وتقوض أركان الثقة والتعاون بين الدول، هذه التصريحات، كالنار التي تشتعل في الهشيم، تنتشر بسرعة وتثير العواطف، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد السلم والأمن الدوليين.
إن هذه التصريحات، التي تتراوح بين الاتهامات الباطلة والتهديدات المباشرة، لا تقتصرعلى إثارة الفتن والنزاعات، بل تتعداها إلى تقويض أسس النظام الدولي القائم على القوانين والمعاهدات ، فكيف يمكن لدولة أن تحترم معاهدة ما إذا كانت تتهم شريكها في هذه المعاهدة بانتهاكها دون تقديم أي دليل ملموس؟ وكيف يمكن أن تسود مبادئ حسن الجوار بين دول تتبادل الاتهامات والشتائم؟
إن الحفاظ على المعاهدات الدولية الثنائية ومبادئ حسن الجوار يتطلب من الدول الالتزام بالصدق والأمانة في تعاملاتها، والابتعاد عن المبالغات والتشويه، كما يتطلب الأمر بناء قنوات اتصال فعالة بين الدول، وتشجيع الحوار والتفاهم، واللجوء إلى الوسائل السلمية لحل الخلافات.
إن التصريحات الهجومية غير المدعومة بالأدلة تشبه الفيروس الذي ينتشر بسرعة ويصيب المجتمع الدولي بالمرض. ولذلك، فإن من واجب كل دولة أن تساهم في مكافحة هذا الفيروس، من خلال التزامها بالقانون الدولي، واحترام سيادة الدول الأخرى، والعمل على بناء عالم أكثر سلامًا وازدهارًا.
قد يتم تقييم هذه التصريحات ضمن إطار مبادئ القانون الدولي العام، مثل مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومبدأ حسن الجوار، ومبدأ تسوية المنازعات بالوسائل السلمية. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه المبادئ يظل أمرًا صعبًا، حيث يتطلب تقييمًا دقيقًا للظروف المحيطة بكل حالة على حدة .
من أبرز التداعيات السلبية لهذه التصريحات العدائية :تدهور العلاقات بين الدول، وتآكل الثقة المتبادلة بين الدول، وتزيد من حدة التوترات القائمة، وقد تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية.
أيضا تستغل الدول هذه التصريحات للتأثير على الرأي العام الداخلي والخارجي، وتوجيه الانتباه بعيدًا عن المشاكل الداخلية، وتبرير سياسات معينة، ولا يقتصر الأمر بالطبع علي ذلك ، بل يصل مدي الآثار الكارثية إلي تقويض الثقة في النظام الدولي القائم على القواعد والقانون، وتشجع الدول على اتخاذ إجراءات أحادية الجانب.