الأول نيوز – في اليوم الـ344 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتواصل الهجمات الجوية والبرية على القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 64 فلسطينيًا خلال الـ48 ساعة الماضية في أربع مجازر ارتكبها جيش الاحتلال. مع ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر إلى 41,182 شهيدًا، فيما تجاوزت الإصابات 95,280 إصابة.
تصعيد القصف وارتفاع الضحايا:
أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال شنت غارات على مناطق متعددة في غزة، بما في ذلك قصف منزل لعائلة بستان في محيط مدرسة الشجاعية، في حي التفاح شرق مدينة غزة. الهجوم أسفر عن استشهاد 9 أفراد من العائلة، بينهم أطفال ونساء، بينما فقد آخرون تحت الأنقاض. كما قصفت قوات الاحتلال خيمة في شارع العطار غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص ونقلهم إلى مستشفى ناصر.
وفي جنوب القطاع، نسفت الطائرات الإسرائيلية مربعات سكنية غرب رفح، واستهدفت أبنية في محيط دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزة. هذا التصعيد جاء مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مناطق مدنية مكتظة بالسكان، مما يفاقم من أزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
تدمير البنية التحتية وعمليات الإنقاذ:
في جباليا شمال القطاع، أفادت مصادر الدفاع المدني بأن فرق الإنقاذ نقلت عددًا من الإصابات إثر قصف منزل لعائلة الأشقر، فيما استهدفت غارة أخرى روضة العلياء في المنطقة، مسفرة عن وقوع شهداء وجرحى. كما تعرض منزل لعائلة المقادمة في منطقة الفالوجا في مخيم جباليا لقصف آخر، ولحسن الحظ لم تسجل إصابات في هذا الحادث.
تستمر طواقم الإنقاذ في العمل وسط ظروف صعبة في ظل قلة الموارد الطبية والنقص الحاد في الوقود والمعدات، مما يزيد من معاناة المدنيين ويؤثر على قدرة المستشفيات والمرافق الصحية على تقديم الرعاية المناسبة للجرحى.
الأزمة الصحية والتدهور الطبي:
في ظل تصاعد الهجمات، تفاقمت الأزمة الصحية في غزة بشكل كبير. أعلن مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في القطاع، أن مخزون المعدات الطبية نفد بنسبة 85%، مما يهدد بمزيد من التدهور في الوضع الصحي. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل أقسام الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، مما يعوق الجهود المبذولة لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للجرحى.
وأضاف الهمص في حديثه للتلفزيون العربي أن القطاع الصحي في غزة على وشك الانهيار ما لم يتم وقف الحرب فورًا، مشددًا على ضرورة توفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية والطبية.
تطورات على الصعيد العسكري والسياسي:
على الصعيد العسكري، أعلنت كتائب شهداء الأقصى عن قصف قوات الاحتلال المتمركزة في محور “نتساريم” برشقة صاروخية قصيرة المدى، في حين أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي برصد صاروخين أطلقا من شمال القطاع باتجاه عسقلان، أحدهما تم اعتراضه والثاني سقط في البحر.
فيما يخص الوضع السياسي، ومع تعثر مفاوضات التهدئة، التقى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن، قادة من حركة حماس لمناقشة آخر المستجدات حول وقف إطلاق النار. تركز اللقاء على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.
إطلاق الأسرى وفضائح التعذيب:
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 9 أسرى من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الأسرى وصلوا إلى المستشفى الأوروبي في حالة صحية متدهورة بعد تعرضهم للتعذيب والتنكيل أثناء فترة اعتقالهم. هذا الإفراج يأتي وسط تقارير متزايدة حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.
وعليه، يظل الوضع في غزة على صفيح ساخن مع تصاعد العمليات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية، في وقت تبدو فيه الجهود الدولية لوقف إطلاق النار محدودة النتائج.